خاص الهديل…
فؤاد مخزومي: بطولة سياسية تضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار
على الرغم من أن النائب فؤاد مخزومي حصل على قرابة الـ 40 صوتاً، وكان لديه حظٌ وافٍ ليُكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، إلا أن الموقف البطولي الذي اتخذه بانسحابه قبل بدء الاستشارات النيابية، بعد أن دخل اسم القاضي نواف سلام في المعادلة، وهذا ما خلق موقفاً من شخصه على ضرورة أن يتولى سلام قيادة الحكومة الجديدة.
يستحق النائب فؤاد مخزومي الإشادة على موقفه الشجاع هذا؛ موقفٌ لا يعكس فقط حكمته السياسية، بل يعكس أيضاً شخصيته القيادية. فهو بذلك أظهر قدرته على التضحية بالمصلحة الشخصية من أجل مصلحة لبنان العليا. وهذا الموقف يعكس بطولته، حيث أن فؤاد مخزومي لطالما كان من الأسماء التي سجلت مواقف وطنية جريئة، تميزت بالحرص على الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره.
والحق يقال أن النائب فؤاد مخزومي باتخاذه هذا الموقف الشجاع بانسحابه من هذا إن دل على شي فهو على شخص يمتلك حساً قيادياً وبطولياً؛ وما اتخذه من موقف فهي صفة تسجل له ضمن صفات أعماله الوطنية التي طالما اتخذها تجاه بلده لبنان، وأيضا موقفاً يشهد له اللبنانيون؛ فقوله عند انسحابه أن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، إنما هو برهان على أن النائب مخزومي لديه إيمان من أن لبنان بحاجه ماسة إلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية.
ولعل الكلمات التي تقال بحق النائب فؤاد مخزومي تبقى قليلة مقارنةً بما قدمه من مواقف وطنية. فهو في السياسة اللبنانية يعد من القلة الذين يضعون مصلحة وطنهم قبل المناصب والمصالح الشخصية. ولن ينسى اللبنانيون أبداً كيف رفض أن يتقلد منصباً كان قريباً جداً منه، في سبيل عدم تأجيج الصراعات وتأخذ الأمور إلى أماكن يمكن للبنان أن يكون في غنى عنها.
فلسفة النائب فؤاد مخزومي في السياسة، القائمة على المصلحة الوطنية والتغيير الإيجابي والبعيدة عن الانقسامات والصراعات التي لطالما أثرت على مسيرة لبنان؛ يجب أن تُدرّس لأبناء الجيل القادم.. وبأن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.