الرئيس محمد بن زايد والرئيس السيسي خلال توجههما للاجتماع بأبو ظبي
وسط تطورات إقليمية مهمة، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقاء الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الخميس، ورغم أن اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين تربطهما علاقات أخوية دافئة منذ عقود طويلة، إلا أن الشأن العربي والإقليمي استأثر بحيز واسع من النقاشات
ويأتي اللقاء بعد يوم واحد من الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم بجهود مصرية قطرية أميركية، وكذلك بعد زيارة قام بها وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي إلى السودان، في اليوم ذاته، وذلك بعدما حدثت تغير بتوازنات القوة على الأرض هناك، حسبما يرى محللون مصريون.
ثلاثة ملفات
ويقول مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي لـ”النهار” إن “التنسيق بين القاهرة وأبو ظبي مستمر طوال الوقت، في كافة الملفات، سواء في الشرق الأوسط، أو المشرق العربي، أو أفريقيا، أو السودان، لذا من الطبيعي أن يناقشا ملفات عدة، لكنني اعتقد أنهما ركزا بشكل أساسي على ثلاثة ملفات”.
ويضيف الدبلوماسي المصري: “الملف الأول يتعلق بمجمل الأوضاع في المشرق العربي، بعد 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لا سيما التطورات في سوريا، وكذلك انتخاب الرئيس جوزيف عون في لبنان”.
ويشير إلى أن “اللقاء جاء بعد يوم من اتفاق وقف إطلاق النار، لذا أتصور أن الملف الثاني سيناقش الأوضاع في غزة، وعملية إعمار القطاع إذا تم الالتزام بالاتفاق، وشهدت غزة حالة من الاستقرار”.
أما الملف الثالث، برأي الدبلوماسي المصري، فهو “الأوضاع في السودان ووقف الحرب الصراع الدائر به منذ 15 نيسان (أبريل) 2023، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضية”.
تصريحات رسمية
وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير محمد المنشاوي أشار إلى أن اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأشار المتحدث الرئاسي بأن اللقاء تناول كذلك الأوضاع الإقليمية وسبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، ورحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ، مؤكدين حرصهما على تنفيذ الاتفاق بشكل يحقن دماء الشعب الفلسطيني.
وقال المنشاوي: “تناول اللقاء الأوضاع في لبنان، حيث رحب الجانبان بانتخاب الرئيس جوزف عون، آملين أن يسهم ذلك في استعادة الاستقرار في لبنان الشقيق، وأكدا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان لحماية شعبه وتحقيق تطلعاته. وقد ناقش الزعيمان أيضًا الأوضاع في سوريا، مؤكدين حرصهما على وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها، ومشددين على أهمية بدء عملية سياسية شاملة تتضمن جميع مكونات الشعب السوري وبملكية سورية”.
وأوضح أن “اللقاء تناول كذلك سبل استعادة الاستقرار في السودان وليبيا واليمن والصومال، حيث أكد الزعيمان على أهمية حماية أمن وسيادة تلك الدول الشقيقة بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء”.