خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
467 يوماً كانت كفيلة بأن يعاني منها أهل غزة الأمرين؛ وقف الحرب العدوانية الإسرائيلية على القطاع خبرٌ تم انتظاره طويلاً، ليس فقط من كان في غزة في انتظاره، بل أيضاً عموم الشعب العربي والإسلامي وحتى من تضامن معها، والذي كانت لحظات الحماس لديه بوقف العدوان أكثر من أي شيءٍ آخر؛ على الرغم وللأسف وقفٌ كان له ثمنه، نحو 200 ألف ما بين شهيد وجريح، ومعاناة كبيرة للأشقاء في فلسطين.
أياً كانت الأمور، فنحن أمام اتفاق قد ينهي هذه المعاناة، ويدخل السرور على أهالى غزة – إذا التزم نتنياهو بتنفيذه- لأنه فور الإعلان عن الاتفاق وتداول مسوداته وتفاصيله من خلال وسائل الإعلام، وتحدثت عنها تقارير إعلامية، اتضح أن هذا الاتفاق هو نفسه الاتفاق الذى تم الحديث عنه 27 مايو 2024، وأعتقد أن هذا بمثابة مفاجأة وسؤال كبير..
وقبل الإجابة عن السؤال الكبير، علينا أيضاً أن نتذكر المبادرة المصرية في مايو 2024 لوقف إطلاق النار في غزة، والتي انتهت إلى صيغة اتفاق، وتم عرضه على كل الأطراف، وتم الحديث وقتها أن الإدارة الأمريكية أخذت الاتفاق المصري، وقامت بإعلان أنه اتفاق بايدن لإنهاء الحرب، وها هي الأيام تمر، ويتم إعلان الاتفاق بنفس البنود وبنفس الرؤية التي انتهت إليه المبادرة المصرية، دون تغيير، إلا الملحق الخاص بتطورات حدثت بعد شهر مايو 2024.
وهذا يعني أن إدارة بايدن لم تقم بالضغط على نتنياهو رغم كل الحديث عن ضرورة التهدئة، وضرورة إعادة الاستقرار وإنهاء الحرب، لأنه لو كان هناك ضغطاً حقيقاً لتم تنفيذ الاتفاق في مايو من العام الماضي عند إعلانه من قبل بايدن نفسه، وبالتالي إدارة بايدن هي منحت نتنياهو الغطاء للمماطلة والمراوغة لمواصلة القتال والإبادة الجماعية؛ وأن ترامب هو من أحدث الضغط وأجبر نتنياهو على الموافقة، بعد إرساله مبعوث خاص كان حاسماً وواضحاً، ولم يضع أي خيار أمام نتنياهو إلا بالموافقة على الاتفاق..
وعليه فهذا يعني، أن قدرة مصر وقطر على التواصل مع الجميع، قد آتت اُكلها، ويعني أيضاً أن قدرة هاتين الدولتين في تحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، لم يأتي من فراغ وإنما لتمتع قياداتهما السياسية بالحكمة والرشد، والقدرة على الاستشراف، وتفعيل الدبلوماسية الرئاسية بالتزامن مع الدبلوماسية التقليدية لشرح القضية الفلسطينية وإعادة احيائها من جديد، ووضع خطوط حمراء بشأن تصفية القضية الفلسطينية ومنع تهجير الفلسطينيين.
وآخر القول هنا؛ كلنا أمل أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق بكل بنوده وعدم الالتفاف عليه من قبل نتنياهو لاطالة أمد الصراع، لأن اسرائيل تبقى احتلالاً بكل صورتها وأشكالها، وسياستها لا تعرف إلا الكذب والتضليل ونقض العهود، لذا على المجتمع الدولي أن يفيق من غفوته وصمته، ويعمل على تنفيذ هذا الاتفاق فكفى عجز وتخاذل.. وعلى الولايات المتحدة أن تتحلى هذه المرة بمسؤولياتها كضامن أمام غطرسة نتنياهو.