خاص الهديل…
كشفت النائبة بولا يعقوبيان في تصريح لها مرفق في مجلس النّواب بعد لقائها رئيس الحكومة المكلّف نوّاف سلام، أن هناك “ميشالين ساهموا بشكل كبير ستتكلم عن دورهما لاحقا”، في ما تحقّق من معجزة توحيد المعارضة ونوّاب وصولاً إلى تسمية رئيس الوزراء نواف سلام نهار الاثنين الماضي في الانقلاب الابيض الذي فاجأ اللّبنانيّين وكثير من المرجعيّات والدّول، بعد اعتبار الجميع أن الاكثريّة مضمونة لحسم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي المدعوم داخليّاً ودوليّاً.
حثّ هذا التّصريح عدد من المراقبين للحدث الملْفِت خاصةً بابعاده الدّاخليّة وانعكاساته الدراماتكيّة على اكثر من صعيد، وعلى مسيرة فتح مرحلة جديدة في لبنان بعد انتخاب العماد جوزيف عون، أن تبحث عن “الميشالين” ومساهمتهما في انجاز الطّبخة الانتخابيّة وتفاصيلها، نظراً لحجم القوى في المعركة وتوقيتها ودقة الانجاز التي لم يتبيّن نتائجه إلّا في صباح نهار الاثنين.
ليتبيّن للهديل بعد التّحقيق أنّ الميشالين هما الوزير السّابق ميشال فرعون ورئيس محطة الMTV ميشال المرّ، المعروفان لانتمائهما التقليدي والمتجزّر في حركة ١٤ آذار، والفاعلين في مشاركتهم في قيادتها خلال سنوات عدّة.
كما علم موقع الهديل بعد التواصل مع عدد من الأطراف المعنيّة في الموضوع، أنّ الميشالين ميشال فرعون وميشال المرّ توزّعوا الأدوار مع النائبة بولا يعقوبيان ومرجعيّات أخرى بعيداً عن الأضواء، وقاما باتصالات مكّوكيّة بين السّبت والاثنين، البعض منها للتأكّد من الآراء وتوجّهات الأوساط على الصعيد الداخلي والعربي، كما تابعوا الموضوع مع عدد من القوى ومع النائب فؤاد مخزومي الذي كان أمّن دعم عدد كبير من النواب، ومع أحزاب المعارضة والتغييريّين ونواب لم يحسموا أمرهم بين مخزومي وميقاتي، كما تأّكّدوا أنّ ليس من قرار عربي أو دولي لعودة ميقاتي مرتبط بانتخاب العماد عون، وهذا ما كان قد تأكّد منه أيضاً مخزومي مع بعض السّفارات، في وقت أمّنت النائبة يعقوبيان تواصل مستمرّ مع “القوى التّغييريّة” في الموضوع.
ليتبين لهم وللمعنيّين في نتيجة تحاليلهم الدّقيقة أن الحل الوحيد لإطلاق مسيرة العدل والإصلاح في العهد الجديد، وتجاوز مخاطر الوقوع في التزامات عقدها ميقاتي مع داعمي ترشيحه، وزيادة حظوظ فوز مرشّح آخر قريب من المعارضة في الاستشارات الملزمة، هو من خلال انسحاب مخزومي لترشيحه الذي كان حظى بدعم اربعين صوتاً تقريباً، ثمّ صب جميع الأصوات ومنها القوى التغييرية التي كانت تجمع ما يقارب عشرة صوتاً لمصلحة سلام، بعد خروج سكاف وبزري وغيرهم منهم لدعم ميقاتي.
ومع ضغط مداهمة الوقت، جرت المحطّة الفاصلة في بداية مساء الأحد بعد أن تأكّد امتناع نوّاب تغييريّين من تأييد المخزومي، ومن التقييم الدقيق والمفصّل مع باقي التّابعين لمجريات الأحداث في بداية مساء الأحد، جاء نتيجته أنّ ميقاتي متقدّم على أي مرشّح، والمسار الوحيد لمنافسته هو من خلال تحويل الخيار إلى القاضي سلام وتسويق الحلّ سريعاً إلى المفاتيح في الأحزاب لاتّخاذ القرار الملازم.
وبدأ العمل عنوانه امكانيّة وصول سلام بدل المخزومي وميقاتي الذي كان بدأ توزيع الحقائب على نفس النهج السابق بالتّعاون مع نفس القوى وكأن شيء لم يجر بعد انتخاب عون، مع امكانيّة التنافس إذا قرّر مخزومي الانسحاب، وتأمين من خلال جمع الأصوات انتخاب سلام الذي يستطيع كما المخزومي واكثر من ميقاتي، مع الرئيس عون، ضمان الثقة على الصعيد الدولي لفتح باب المساعدات للدّول العربيّة والخارجية المانحة.
هذا ما تحقّق في أواخر ليل الأحد وبداية الإثنين قبل أن تكرّ المسبحة للحسم مع بداية تقدّم سلام، بعيداً عن التّوقعات.
ونجحت المساعي التي شاركوا فيها مع الاحزاب والقوى والكتل والنّواب في الليل بين الأحد والاثنين صباحا، حتّى منتصف غد الاثنين، ممّا أمّن وصول الرّئيس نوّاف سلام الضامن لمسيرة العدالة إلى جانب رئيس إعادة نهوض لبنان العماد جوزيف عون، اللذين يستطيعان حث أكثرية لمنع أي شللّ وتعطيل للتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت أو في ملفّات فساد وإصلاح في لبنان في حقبة جديدة من تاريخ لبنان.
في سياق التحقيق، اكتشف موقع الهديل، أنّ النائب ميشال…معوض اعترض على تسمية سلام خلال الاتصالات التي جرت بين قوى المعارضة.