الهديل

خاص الهديل: إسرائيل تعترف بانتصار الغزاويين قبل أن توقف نيرانها

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى

تبادلت كل من حماس واسرائيل اسراهم؛ وتبادل الأسرى الإسرائيليون والفلسطينيون الأحضان مع عوائلهم في ساحات غزة وفي تل أبيب؛ هذه اللحظات إن دلت على شيء إنما هو توثيق يبين عدم قدرة اسرائيل على استعادة أسراها بعد أكثر من سنة من الوعود بإعادتهم سالمين وبعد موت الكثيرين منهم في الأسر.

نتنياهو الذي أعلن مراراً وتكراراً أهدافه من إبادة غزة وهي القضاء التام على حماس؛ ورأيناه مُجبراً يتفاوض معها؛ وهو أي نتنياهو طالما أكد أنه يستطيع بحربه وغطرسته استعادة كل الأسرى بلا شروط؛ وإذا به يذعن لشروط الغزاويين ويقبل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ومنهم من حُكم عليه بالمؤبد 48 مرة وغيره حُكم عليه 35 مرة لقتل إسرائيليين؛ وهو ما كان يعتبره أمرا غير قابل للنقاش، ولم يكتفِ بقبول النقاش بل أذعن للأمر الواقع ووافق.

 

نتنياهو وحكومته لم يذكران شيئا عن مقاومة الغزاويين في التصدي لعدوانهم الوحشي؛ ولكن صحفهم – معاريف – ذكرت ذلك نقلاً عن ضباط في الجيش الإسرائيلي أن الآلاف من الذخائر التي أسقطها سلاح الجو على غزة لم تنفجر، وأن المقاومة استغلتها في تصنيع عبوات ناسفة، ووجهتها إلى جنودهم؛ حيث قتلت وجرحت منهم الكثير. 

قنواتهم أيضاً أعلنت أن نتائج التحقيق الذي قام به الجيش الإسرائيلي أثبت أن ثمانية مسلحين فقط هم من تسللوا إلى إسرائيل بالطائرات الشراعية في 7 أكتوبر؛ ولكنهم تمكنوا من قتل العشرات. 

فشل نتنياهو لم يكن في غزة فقط؛ إنما في لبنان أيضاً؛ حيث لم يتمكن من إعادة مستوطنيه الذين هربوا من ضربات حزب الله حتى بعد وقف إطلاق النار مع لبنان رغم تقديم الإغراءات المالية لهم.. بينما عاد اللبنانيون إلى الجنوب منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار.

كل هذا ولم يجرؤ نتنياهو على الظهور أمام وسائل الإعلام والادعاء بالانتصار؛ فقد تم إجباره على الاتفاق.. ولم يكن الإجبار من ترامب فقط، ولكن من الداخل الصهيوني ولتعب جيشه من الاستنزاف، وهذا ما يفسر تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بأن حماس عوضت خسائرها في المقاتلين وأعدت غيرهم بسرعة.

 

صمود غزة شكّل تحديا لإسرائيل، وشاهدنا غزاوي يقول للمقاومة من تحت ركام بيته: لا تتنازلوا ولا تفرطوا في أي شيء طلبتوه خوفاً علينا؛ فنحن اعتدنا الدمار والحرب أنا وزوجتي وأولادي وأمي والجميع، كلما ازداد القصف الوحشي زادت قوتنا فتمسكوا بشروطم وفاوضوا من موقع قوة ولا تلينوا ولا ترضخوا.

 

نتائج حرب الإبادة تؤكد قراءة نجاح إسرائيل فقط في التدمير والقصف الوحشي للبشر وللحجر، وفشلت إسرائيل في هدفها الرئيسي ألا وهو تهجير أهل غزة الذين تشبثوا بأرضهم، وتراجعت إسرائيل عن الإصرار على البقاء في نتساريم واضطرت للموافقة على إخلائه، وفشلت أيضاً في التمسك بإعلانها عن رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا والقبول بالانسحاب.

كل هذا يبقى أن إعلان انتصار الغزاويين في هذه المعركة جاء على لسان صحفهم – يديعوت أحرونوت – قبل إعلان وقف إطلاق النار عندما أعلنت أن مصلحة السجون حرصت على الاستعداد لمنع مشاهد إظهار علامات النصر من الحافلات التي ستنقل الأسرى الفلسطينيين، وسيتم نقلهم في حافلات ذات نوافذ معتمة أو بدون نوافذ علوية لمنع ظهور إشارات النصر!! نعم هذا هو ما “يستطيعون” منعه؛ ولكن العالم كله رأى انتصار غزة بشعبها ومقاومتها وصمودها أمام جيش يُوصف بأنه من أقوى جيوش العالم.

Exit mobile version