في بلاد أكبر وأقوى دولة بالعالم، تحدث أخطاء وخيبات أيضاً، منها حين كان ترامب يسير أمس الاثنين عبر الرواق الدائري في مبنى الكابيتول، ليستقبل زوجته ميلانيا، فحدثت خيبة وصفها المدمنون على “القال والقيل” في مواقع التواصل بأنها “الأكثر إحراجا” بعد أن مال إليها ليطبع قبلة زوج تقليدية على خد زوجته، إلا أن جبهته اصطدمت بحواف قبعتها العريضة وصدته عما كان ينويه، وبذلك تحولت القبلة إلى “هوائية” كأنها كانت ولم تكن.
نرى ذلك في فيديو معروض أدناه، ويظهر فيه خطأ آخر وأهم بكثير من الأول، حيث لا نجد ترامب يضع يسراه على نسخة من “الكتاب المقدس” حين رفع يمناه وأدى اليمين الدستورية، كما هي العادة التاريخية، وهو خطأ بدأ حين اقترب John Roberts رئيس المحكمة العليا، وقرأ القسم ليكرره ترامب أمامه، ففعل قبل أن تعود زوجته إليه بنسختين من “الكتاب المقدس” مضت لإحضارهما وتأخرت ثوان معدودات لتسلمهما إليه.
واحدة من النسختين، أعطتها له والدته، على حد ما ورد بمواقع وسائل إعلام أميركية وأجنبية عدة، وجدتها “العربية.نت” تتطرق إلى ما حدث من خيبات وأخطاء بحفل التنصيب، وأجمع بعضها على أن النسخة الثانية هي المهمة، لأنها تاريخية، تم استخدامها في 1861 بتنصيب الرئيس القتيل فيما بعد، أبراهام لينكولن. إلا أن الانبهار بجو أداء القسم، جعل جون روبرتس يستعجل قراءة القسم، فتبعه ترامب بالاستعجال ورفع يده اليمنى، من دون أن يضع اليسرى على أي من النسختين بيدي زوجته بجانبه من دون أن يدري.
وحدث في حفل التنصيب خطف آخر للانتباه الإعلامي، من ابنة نائب ترامب البالغة عامين، وهي Mirabel Vance التي ركزت عليها الكاميرات وهي بين ذراعي والدتها تمص إبهامها أثناء أداء والدها للقسم، وكانت ترتدي ضمادات عليها صور لكلاب كرتونية، مع ظهور والدها JD Vance على الشاشات التلفزيونية، وهو يؤدي اليمين الدستورية، ويسراه على نسخة من “الكتاب المقدس” تملكها جدته.
كما ركزت الكاميرات في تلك اللحظات المهمة للتاريخ، على أباطرة صناعة التكنولوجيا الحاضرين، ومنهم مارك زوكربيرغ، رئيس شركة “ميتا” التنفيذي، فصوروه وهو يلقي أكثر من نظرة على Lauren Sanchez خطيبة جيف بيزوس، رئيس Amazon التنفيذي.
افتقاد ميشيل أوباما وعفو بايدن
ومن الخيبات، إرغام المغنية الأميركية Carrie Underwood البالغة 41 عاما، على أداء أغنية America the Beautiful من دون موسيقى، وفق الفيديو المعروض، بعد أن طرأ عطل في القاعة جعل مكبراتها خرساء بدون صوت، وكان المفترض أن ترافقها جوقة تابعة للقوات المسلحة ونادي Glee التابع بدوره للأكاديمية البحرية الأميركية، وهو ما لم يحدث.
وافتقد الكثيرون الغائبة الأكثر مكانة وبروزا، وهي ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والتي كسرت التقاليد بعدم حضورها حفل التنصيب، من دون ذكر للأسباب، مع أن مقرّبا منها، ذكر لمجلة People الأميركية، أنها قررت عدم الحضور لأنها لم تكن تريد إظهار الولاء لرجل لا تعتقد أنه مناسب للمنصب.
وفي استخدام غير عادي لصلاحيات رئيس في ساعاته الأخيرة بمنصبه، قام جو بايدن بهجمة استباقية وعفا عن الدكتور Anthony Fauci مستشاره الطبي السابق. كما عفا عن الجنرال المتقاعد Mark Milley وأعضاء لجنة في مجلس النواب حققت بهجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول، خشية ملاحقة ترامب لهم.
كما من الأخطاء، ما ارتكبه ترامب نفسه، وهو توقيعه على أمر فوري التنفيذ، برفع الأعلام على ساريات المباني الحكومية أثناء حفل التنصيب، إلغاء منه لأمر من بايدن بتنكيسها حتى منتصف الساريات فقط، وطوال 30 يوما من حداد رسمي على وفاة الرئيس جيمي كارتر في 29 ديسمبر الماضي.