الهديل

خاص الهديل: قيادات من داخل بيئات الأزمات تقود خطة تغيير الشرق الأوسط

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

هناك أربعة رؤوساء ومسؤولين كبار في المنطقة تدور حولهم الأحداث وتتوقف على تصرفاتهم وسلوكهم السياسي الكثير مما قد يحدث أو لا يحدث من تطورات..

الشخصية الأولى ليست رجب طيب أردوغان لوحده، بل معه وربما قبله فيدان حقان وزير خارجية تركيا الحالي، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية السابق والحالي غير الرسمي وذلك بالتنسيق مع تلميذه ابراهيم قالين.  

الشخصية الثانية أحمد الشرع الذي قطع علاقته مع إسمه السابق أبو محمد الجولاني ومع القاعدة وداعش وهو اليوم رئيس الإدارة التي تحكم سورية. 

الشخصية الثالثة هي بنيامين نتنياهو الذي قاد ويقود إسرائيل بذهنية القائد الشمولي الذي يقول في كل مناسبة أن كل الأمر لي.

هناك شخصية رابعة لم تولد سياسياً بعد؛ أو أنه لم يتم تظهير دورها السياسي لغاية الآن؛ ولكن مسرح أحداث تغيير الشرق الأوسط سيحتاج لدورها الذي سيسطع في التوقيت المناسب من مسار اكتمال التغيير في الشرق الأوسط الجديد..

.. و كما يمكن لأي مراقب أن يلاحظ، يوجد أمر مشترك بين هذه الشخصيات الثلاث؛ وهي أن كل واحد منها لديه دور داخل بيئته لا يمكن لغيره أن يقوم به: نتنياهو لديه دور مزدوج في نفس الوقت وهو قيادة واحتواء بيئة اليمين الإسرائيلي المتطرف. فيدان حقان لديه مهمة احتواء الكرد في سورية واتصالاً في تركيا؛ ومعروف أن فيدان حقان كردي، وأن له مع الكرد تاريخ طويل من الصراع واللقاء منذ كان رئيساً للمخابرات التركية؛ وحقيقة أنه كردي وأن له تجربة طويلة مع الأكراد؛ فهذا يجعله ليس له بديل للقيام بدوره الراهن.. أما أحمد الشرع فلديه أيضاً دور مزدوج في وقت واحد وهو قيادة واحتواء بيئته السلفية الجهادية؛ وليس هناك شخص آخر غير أحمد الشرع يمكنه القيام بهذا الدور..

واضح أن الجهة التي قررت قيادة تغيير المنطقة تعلمت أمثولة هامة وهي أن التغيير يجب أن ينطلق من داخل بيئات التي تشكل تحدياً بوجه التغيير؛ حيث أنه ثبت أنه لا يمكن قلب الطاولة على رأس السلفية الجهادية إلا من خلال سلفي جهادي أجرى عملية مراجعة وقرر أن يقود السلفية إلى مشروع غير سلفي؛ وأنه لا يمكن حل المسألة الكردية إلا من خلال كردي تركي عثماني أتاتوركي؛ وأنه لا يمكن احتواء تغول التطرف اليميني الإسرائيلي إلا من خلال يميني يهودي متطرف برغماتي ويبحث عن لحظته السياسية داخل مشروع اليمين الإسرائيلي العام. 

وبأسلوب التطعيم ضد الأمراض يتم التطعيم السياسي ضد الأزمات السياسية وذلك من خلال انتاج حل لها من داخلها وبقيادة شخصية من بيئتها..

Exit mobile version