الهديل

سنواتٌ على فاجعة 4 آب: صرخات المتضررين تبحث عن العدالة والتعويض

سنواتٌ على فاجعة 4 آب: صرخات المتضررين تبحث عن العدالة والتعويض

خاص الهديل

لم يكن الرابع من آب 2020، يوماً كالأيام التي تمر على لبنان؛ إنما يعتبر هذا التاريخ هو الأكثر شؤماً وبؤساً على لبنان واللبنانيين؛ فهو تاريخٌ يؤرخُ أسوأ كارثة في تاريخ لبنان الحديث؛ تاريخٌ هز فيه العاصمة جراء الانفجار الزلزالي في مرفأ بيروت، وأودى على اثره بحياة المئات من الأبرياء، وخلّف آلاف الجرحى وحوّل عشرات الآلاف من المواطنين منكوبين بأرزاقهم، وسَوّى بهم في الأرض ركاماً يضاف إلى ركام الأزمات التي تعصف بهذا البلد؛ ومنذ ذلك الحين، يكافح المتضررون من هذا الانفجار الكارثي للحصول على العدالة وهم يستبشرون خيراً مع العهد الجديد بعد انتخاب الرئيس جوازف عون وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة؛ ليكونوا زلزالاً يهزُ أركان من كانوا سبباً في تلك الكارثة.

ومع بداية العهد الجديد.. يأمل المتضررون من انفجار بيروت أن تحظى معاناتهم بمزيد من الاهتمام، وأن يحصلوا على تعويضات مالية ضمن خطة الحكومة لتعويض ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان؛ حيث يتطلع هؤلاء إلى أن يشعروا بأنهم مواطنون يحظون بالعناية والرعاية، رغم طول فترة الإهمال التي مروا بها منذ وقوع الفاجعة.
من بين المتضررين، هناك السيد مرعي أبو مرعي، رجل الأعمال البارز الذي فقد باخرته السياحية “أورينت كوين”، التي تعرضت للتدمير الكامل والغرق. ولم تقتصر خسائره على القيمة المالية للباخرة التي تقدر بنحو 20 مليون دولار، بل شملت أيضاً تكاليف إزالة الأضرار البيئية الناتجة عن تسرب الفيول ورفع السفينة من البحر.
سنواتٌ مرت، ولم يجد المتضررون إجراءات حقيقية من الدولة لتعويضهم عن خسائرهم. وبناءً عليه، قام بعضهم، ومن بينهم أبو مرعي، برفع دعوى قضائية ضد الدولة مطالبين بتعويض عادل عن الخسائر الفادحة، خاصةً أن باخرته أصبحت تمثل رمزاً للبنان، حيث كانت تجوب البلدان وتروج لاسم لبنان.
وفي هذا السياق، يبقى لسان حال المتضررين، إلى متى ستظل حقوقنا معلقة في قفص العدالة؟ متى سنحصل على تعويضاتنا المشروعة؟ وهل ستتحقق العدالة التي ننتظرها، أم سنظل ضحايا للتجاهل والنسيان؟

Exit mobile version