….خاص الهديل
بقلم: ناصر شرارة
لم يكن هذا الأسبوع عادياً؛ لقد تتالت الأحداث الكبرى فيه على نحو جعل أيامه السبع أشبه بعقد..
بدأ الأسبوع بحدث هام وهو إعلان البيان الوزاري بما حمله من جديد وبما حذف منه من قديم كان له صفة الدائم؛ وبخلاله في ١٨ شباط الجاري وقع أيضاً حدث “انسحاب إسرائيلي” من الجنوب، وليس “الانسحاب الإسرائيلي” من كل الجنوب؛ وبعد غد؛ أي في نهاية هذا الأسبوع، سيكون هناك حدث هام وهو تشييع السيد نصر الله..
هناك مقولة مشهودة تقول أن هناك أحداث أسبوع تجري في عقد؛ وهناك أحداث عقد تجري في أسبوع واحد..
وبالفعل يحمل الأسبوع الحالي أحداث عقد.. وثمة من يعتبر أن كل حدث وقع خلال هذا الأسبوع سيشق بأثره طريقاً يؤدي إلى اتجاهات استراتيحية تغير الواقع من حال لحال أو تثبت الواقع وفق مفاهيم ومعادلات جديدة.
إن إجالة النظر في آخر حدث في هذا الأسبوع المكثف سياسياً، وهو تشييع السيد حسن نصر الله يفتح الأفق على سؤال عن حزب الله بعد السيد حسن نصر الله؛ هل سيشهد تغييرات جوهرية في توجهاته؛ أم أنه سيشهد ولادة قيادة تاريخية جديدة تقوده إلى نفس مساره السابق ولكن على نحو أكثر تشدداً.
يتحدث ابن خلدون عن ما يسميه “معضلة الجيل الرابع” ومفادها أن هذا الجيل يأخذ الجماعة باتجاه معاكس لما كانوا يسيرون عليه تحت قيادة الجيل القيادي المؤسس والثاني والثالث. وهناك من المراقبين من يعتقد أن حزب الله بعد حرب إسناد غزة ونتائجها وبعد استشهاد السيد نصر الله وغيابه أصبح موجوداً داخل تطبيقات معادلة سيطرة الجيل الرابع على ناصية القرار فيه؛ وعليه يتوقع هؤلاء أن يتجه الحزب في المدى القريب والمتوسط إلى مساحة جديدة من أساليب العمل والنظرة للسياسة وكل الشؤون التي له صلة بها.
غير أن هناك طيفاً من المراقبين لواقع حزب الله يرى أن خيار لبننة الحزب بات له بيئة حاضنة داخل الحزب نفسه وداخل القاعدة الاجتماعية للحزب. ويرى هؤلاء أنه إذا كان الشيخ صبحي الطفيلي عبّر عن مرحلة العنف الإسلامي والجهادي في تجربة الحزب؛ وإذا كان السيد عباس الموسوي عبّر عن تجربة المقاومة داخل الحزب؛ وإذا كان السيد نصر عبّر عن تجربة مأسسة المقاومة داخل الحزب؛ فإن الشيخ نعيم قاسم مرشح لأن يعبّر عن مرحلة لبننة الحزب بمفهوم جديد؛ أي جعل اهتمامه السياسي أكبر من اهتمامه بمفاهيمه الجهادية العسكرية.
بكل حال هناك انتظار كبير ليوم الأحد لفحص كيف سيعيش الشيعة في لبنان وفي المنطقة مناسبة تشييع السيد حسن نصر الله؛ وأيضاً وبنفس الوقت هناك انتظار داخل لبنان وخارجة لموضوع كيف سيبدو حزب الله في اليوم التالي بعد إعلان غياب السيد حسن نصر الله رسمياً..