خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة
داخل توقعات حزب الله لما يريد الترميز إليه لحدث التشييع هو عدة اعتبارات أساسية تشتمل على جوانب معنوية وسياسية وأخرى بعيدة المدى تتصل بمستقبله في مرحلة ما بعد نتائج حرب الإسناد:
من هذه الاعتبارات هو جعل وقائع جنازة السيد حسن نصر الله تشبه من حيث مهابتها ومن حيث الشكل؛ وقائع جنازة الامام الخميني التي سارت في شوارع طهران؛ وحشدت ما يقارب ال٨ مليون مشيعاً.
.. طبعاً مع الأخذ في الاعتبار فارق النسب بين عدد سكان لبنان وعدد سكان إيران فإن الحزب يريد رؤية نحو خمس إجمالي سكان لبنان يسيرون وراء نعش السيد نصر الله وهي النسبة التي تم التحدث عن أنها سارت وراء نعش الخميني في طهران وفي جنازات أخرى سارت بنفس الوقت في مدن ودساكر إيرانية أخرى..
يريد الحزب أن يضيف على أهمية حدث تشييع السيد نصر الله صفة أخرى وهي أنه تشييع تاريخي ويرقى إلى أنه ليس حدثاً هاماً وحسب بل هو حدث تاريخي له نفس منزلة حدث تشييع الرئيس جمال عبد الناصر والامام الخميني، الخ..
إن إضافة صفة تاريخي على أي حدث تجعله صالحاً لأن يقال أن الأمور بعده ستستمر بدفع من زخمه ومن رمزيته داخل الحاضر والمستقبل.
والواقع أن حزب الله بعد يوم ٢٣ شباط ٢٠٢٥ سيواجه جملة تحديات أبرزها عن طبيعة المرحلة التي سيدخل بها الحزب بعد غياب أيقونته التي ظلت لأكثر من ثلاثة عقود تضع كل قرار حزب الله فوق منضدته وذلك بغطاء كبير من تأييد القاعدة الشعبية الحزبية له.
إن أبرز مشكلة يواجهها الحزب اليوم هو كيف يمكنه إعادة إنتاج قيادة تاريخية بعد غياب قائده التاريخي السيد نصر الله..
والواقع أن حزب الله هو نوع من الأحزاب التي لا تنقاد من قيادات عادية أو من قيادات يكون لها مهمة انتقالية داخل الحزب وليس مهمة نوعية وتاريخية.. وعليه فإن قيادة الشيخ نعيم قاسم الحالية – رغم وجود تثمين له داخل الحزب – إلا أنه يحتاج لحدث كبير يصنعه داخل الحزب أو فوق الساحة التي يقف عليها الحزب حتى ينتقل من كونه قيادة انتقالية لكونه قيادة تاريخية لمرحلة ما بعد السيد نصر الله.
والسؤال اليوم هل ينجح الشيخ نعيم قاسم في اجتياز هذا الامتحان وما هو طبيعة القرار الكبير الذي سيتخذه؟؟..

