فعلاً، أنت ابن دولة، ولكن هذا موكب… أين احترام القانون؟
أمس، وخلال حفل إفطار أقامته مؤسسات الدكتور محمد خالد في منطقة الأوزاعي، وبرعاية مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، وقع حادث يجب أن لا يمر مرور الكرام، بل يستدعي منا جميعاً التوقف والتفكير، خصوصاً في ظل العهد الجديد الذي نطمح فيه لبناء دولة لا مكان فيها للمحسوبيات أو لإهانة كرامة أي مواطن لبناني تحت أي اعتبار. ففي هذا الحدث، كان هناك تصرف يعكس مدى تراجع احترام القيم والحقوق، ويثير تساؤلات حول المعايير التي تحكم تصرفات بعض الشخصيات التي تعتبر نفسها فوق القانون.
فمع توافد الشخصيات المدعوة إلى حفل الإفطار في منطقة الأوزاعي، قام أحد دراجي عناصر قوى الأمن الداخلي بتسهيل مرور مواكب الشخصيات إلى مبنى المؤسسات. وعند مرور موكب أحد مسؤولي الحكومة السابقين، قام العنصر بتسهيل دخول السيارة الأولى، إلا أن السيارة الثانية لم تلتزم بنفس التوجيهات، مما أسفر عن دهس قدم عنصر قوى الأمن الداخلي. وعندما استنكر العنصر هذا التصرف، تفاجأ بتوبيخ مرافقة الموكب له، حيث وجهت له إهانات، متذرعةً بأنهم “عناصر مواكب خاصة”. وعندما اعترض العنصر على الإهانة الموجهة إليه باعتباره فرداً من قوى الأمن الداخلي الذي يستحق الاحترام، تفاقم الموقف، ليزداد التعالي من عناصر الموكب الذين استمروا في توجيه الإهانات حتى بلغت أصوات الشجار إلى قاعة المدعوين.
وعند وصول عناصر من قوى الأمن الداخلي “برتبة رائد” لمعالجة الموقف، عرض العنصر على الرائد ما حدث، مشيراً إلى الإهانات التي تعرض لها قائلاً له: “أنا ابن دولة”؛ لكن جواب الرائد جاء مخيباً للآمال، حيث قال: “لازم نحترمك صح، ولكن هيدا موكب”. هذا الرد أظهر مدى التراخي في الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل داخل المؤسسات، مما جعل العنصر المكسور القلب يضطر لتقبيل رأس الرائد قبل أن يغادر المكان.
وتعقيباً على ما حصل ، فإن الحادثة التي وقعت في حفل الإفطار في الأوزاعي تضع أمامنا سؤالاً مهماً حول كيفية بناء مجتمع يحترم فيه الجميع بعضهم البعض، مهما كانت المراتب أو المناصب، وعليه يجب أن نعمل جميعاً على تعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان، خاصةً عندما يتعلق الأمر بكرامة الموظف العام الذي يتولى حماية الأمن وتطبيق النظام.

