بدء موسم الملاريا الفتاك… هل يتأثر لبنان؟
الملاريا مرض يُسببه طفيل وينتقل إلى البشر عبر لدغة بعوض موبوء. ويشعر الأشخاص المصابون به بإعياء شديد عادةً مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن قارة إفريقيا التي يبلغ تعداد سكانها 1.5 مليار نسمة مثلت 95% من حالات الوفاة بالملاريا التي سجلت في أنحاء العالم خلال العام 2023 وبلغت 597 ألف حالة.
تشمل أعراض الملاريا: الحمى، القشعريرة، الصداع، الغثيان، القيء، الاسهال، ألم البطن، ألم المفاصل أو العضلات، الارهاق، سرعة التنفس، سرعة ضربات القلب والسعال. وتبدأ هذه الاعراض خلال بضعة أسابيع بعد التعرض للدغة من بعوضة موبوءة. ومن الممكن أن تظل بعض أنواع الطفيليات المسببة للملاريا خاملة في الجسم لمدة تصل إلى عام.
في هذا الموسم، يبدأ مرض الملاريا في جزء كبير من قارة إفريقيا، ويعتبر الأكثر فتكاً، خصوصاً بالنسبة الى الأطفال. ودفع قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء 90% من عقود المساعدات الخارجية لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مسؤولي الصحة المحليين من التخوف من وقوع كارثة في بعض من هذه المجتمعات التي تعتبر الأكثر فقراً في العالم.
ويُتوقع أن يكون هناك ارتفاع في حالات الاصابة بالملاريا بينما العلاج لا يزال غير متوافر للحالات الحرجة. وحسب منظمة “ملاريا نو مور” فان “اضطراب سلاسل الإمداد الخاصة بمكافحة الملاريا لمدة عام فقط سوف يؤدي الى تسجيل نحو 15 مليون حالة إصابة إضافية و107 آلاف حالة وفاة عالمياً”. وسجلت أوغندا خلال العام 2023 نحو 12.6 مليون حالة إصابة بالملاريا ونحو 16 ألف حالة وفاة، معظمهم أطفال أقل من 5 أعوام ونساء حوامل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
أما في لبنان، فليس لدينا مرض الملاريا، والذي لا ينتقل محلياً، نتيجة عدم توافر الظروف الملائمة والبعوضة التي تنقل الملاريا، بحسب عضو لجنة الصحة النيابية الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي أوضح لـ “لبنان الكبير” أنّ “الملاريا مختلفة عن بقية الفيروسات، لأنها تنتقل في حال وجود الشخص في إفريقيا وذلك من خلال عقصة بعوضة. لكن حالات الملاريا التي من الممكن أن نشهدها في لبنان هي حالات مستوردة من الخارج وتقريباً أكثر من 90% منها هي ملاريا إفريقية”.
وأضاف: “كما أنّ لا عدوى من شخص الى شخص في الملاريا، فمع قدوم المغتربين من الممكن أن نشهد حالات ملاريا فيهم أكثر من غيرهم من خلال الحرارة والقشعريرة لكنهم لا يشكلون خطراً على المجتمع، بل على أنفسهم في حال لم يشخص الطبيب الحالة فوراً”. وطالب بـ “الانتباه الى كل شخص يتوافد من إفريقيا ولديه عارض الحرارة، حتى يتم تشخيصه والتعامل معه وحينها يكون العلاج سهلاً لأنّ أدوية الملاريا متوافرة في لبنان”.
وأشار البزري إلى أنّ “الفيروسات موجودة في لبنان وفي كل العالم، يعني نحن حالياً لدينا موسم الانفلونزا الذي يبدو طويلاً وقاسياً، كما أننا نشهد اصابات كثيرة بعضها خفيف وبعضها معتدل وبعضها قاس، وهناك بعض المرضى يضطر الى دخول المستشفيات بسبب الانفلونزا، خصوصاً المسنون وأولئك الذين يعانون من أمراض في القلب والرئة وضعف المناعة، والذين لم يتلقوا لقاح الانفلونزا”.
أمّا بالنسبة الى لقاح الملاريا، فأكد أنّ “هناك لقاحاً جديداً للملاريا، اكتشفه البريطانيون وسيعملون عليه في إفريقيا من أجل تخفيف نسبة 40 أو 50% من الاصابة وحماية الأطفال من الملاريا. هذه الخطوة تعتبر مهمة جداً لافريقيا لأنّ هناك ملايين الاصابات بالملاريا فيها. ولكن في دول أخرى لا يزال لقاح الملاريا غير موجود، حتى أنّ هذا اللقاح الجديد لا يزال قيد التقييم ولم يتم تعميمه عالمياً”.