خاص الهديل:
كتب بسام عفيفي
مديرية الأمن العام في لبنان هي من بين المؤسسات الأمنية اللبنانية الأهم؛ ولا يعود ذلك لأن في سجلها إنجازات أهم من تلك التي في سجل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أو التي في سجل شعبة المعلومات وأمن الدولة؛ فجميع هذه الأجهزة أثبتت أنها قادرة وفاعلة وساهمت بشكل نوعي بخفظ أمن الوطن والمواطن.. ولكن الأمن العام هي مؤسسة ذات أهداف حساسة وغاية في الأهمية؛ وبينها هدف تحقيق “الأمان” وليس فقط “الأمن”؛ ومصطلح الأمان هنا يشتمل على معنى يضمر تحقيق أهداف حفظ التوازنات داخل الوطن كي يظل مستقراً وليس فقط ممسوكاً أمنياً.
اليوم على رأس هذه المؤسسة التي تحمل رؤيا على مستوى هدفها العام؛ يوجد شخصية عاشت حياتها داخل مؤسسة الجيش وداخل مديرية المخابرات ومن ثم في مديرية أمن الدولة؛ والآن هي في موقع مدير عام الأمن العام، وهذه الشخصية هي اللواء حسن شقير.
.. الذين يعرفونه يلخصون سيرته بعبارة واحدة هي “الشفافية” في كل شيء؛ في عمله وفي علاقاته مع المجتمع وفي انتمائه الخالص للمؤسسة الوطنية التي يعمل فيها، وفي نظافة كفه – وهنا يجب وضع ألف خط للتأكيد على هذه الصفة -، ومن ثم وقبل كل ذلك ما يمتلكه من مخزون كبير من قناعته بأنه يوم الحساب سيقف بين يدي الله؛ وسيسأله الله ماذا فعلت من أجل وطنك وماذا فعلت من أجل الدولة ومن أجل الجيش… واليوم ماذا فعلت من أجل مديرية الأمن العام…
ربما السيرة الذاتية للواء حسن شقير تتفرد بمزايا تخصه، وتخص أسلوبه ليس فقط في فهم الشفافية المطلوبة في مهامه الوطنية بل أيضاً في فهمه للمعنى الكبير للحياة، ومفاد هذا المعنى هو السعي لنيل راحة الضمير؛ صحيح أن هناك الكثير من الضباط داخل الجيش والمؤسسات الأمنية الذين هم على خلق حسن والذين هم على شفافية كبيرة؛ ولكن اللواء شقير – حسب اعتراف عارفيه – لديه مزايا تخص شخصيته وتخص طريقة العيش والمفاهيم التي اختارها لنفسه والتي باتت بصمته الأخلاقية الخاصة به..
نجح اللواء شقير في كل المهام التي كلف بها؛ فعندما كان يعمل في الجيش اللبناني كان نموذجاً للضابط الكفوء والشفاف والذي يعطي أولوية للمؤسسة على حساب أي شيء آخر.. والأمر ذاته كان عنوانه حينما عمل نائب مدير عام أمن الدولة.. واليوم يشكل وجوده على رأس مديرية الأمن العام تتويجاً لجهد نوعي ومميز بذله وليس تتويجاً لمحسوبيات من أي نوع كان.
.. اللواء حسن شقير يملك شرعية وشرف أن الذين طرحوه لمنصبه كانوا يطرحون من خلال تسميته مزايا وسيرة ذاتية ذات معايير عالية، ولم يكونوا يطرحونه من موقع المحسوبية.
مبروك للأمن العام باللواء حسن شقير الرجل الشفاف والصادق وصاحب الباب المفتوح للمواطن ولرفاقه في السلاح، وصاحب الكفين المفتوحين دائماً لسؤال الله أن يمنحه قوة ليس من أجله بل من أجل تمكينه من خدمة الصالح العام وخدمة بلده ومؤسسته ومن أجل حمده على نعمة صفاء ضميره وسريرته.