يوسف رجي.. رجّ الخارجية بقبضة الإصلاح والمحاسبة
لعل العهد الجديد بدأ يكشف لنا ملامح التغيير الحقيقي، عبر خطوات جادة في مكافحة الفساد ومحاسبة المرتشين، وذلك بعد عقود من الفوضى والمحسوبيات التي نخرت مؤسسات الدولة.
ففي مشهد غير مألوف، دخل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مكاتب صباح اليوم، الوزارة في يوم عمل عادي ليكتشف أنها شبه فارغة! الوزير سبق بعض الموظفين الذين اعتادوا على التأخر، وكأن الانضباط لم يعد قاعدة في مؤسسات الدولة؛ فمع انتشار الفساد لسنوات طويلة، صار العثور على موظف ملتزم أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش.
لكن الوزير يوسف رجي لم يكتفِ بالملاحظة الصامتة، بل قام بجولة تفتيشية مفاجئة، وواجه الموظفين المتقاعسين بلهجة صارمة، مطالباً بسرعة إنجاز معاملات المواطنين ومنع تلقي الرشاوى من السماسرة؛ حيث توعّد بالمحاسبة، وأرسل رسالة واضحةً لا لبس فيها: “نازعين صيت الخارجية، ولا واسطة بتمشي معي، وإلا ما بيبقى راس منكم”.
إنها خطوة جريئة تحسب للوزير رجي في بلد أنهكته الفوضى، حيث لم يعد المواطن يثق بإجراءات إدارية نظيفة وسريعة؛ وإذا كانت هذه البداية، فربما يشهد اللبنانيون عهداً جديداَ يعيد هيبة الدولة ويضع حداً للفاسدين، ولو بعد طول انتظار.