خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
لاشك أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع فاجأت العالم بأسره، إذ لم تكن مجرد تحرك مفاجئ خلال ولايته الثانية، بل هي على الأرجح مشروع دُرس من جانب فريق اختصاصي طوال الأعوام الأربعة لغيابه عن البيت الأبيض؛ فبينما استخدم هذا النهج بشكل محدود خلال ولايته الأولى، أطلقه الآن بقوة ضمن ما وصفه بـ”يوم التحرير”، معلناً بداية حرب تجارية عالمية.
ورغم أن ترامب لم يُخفِ نواياه في حملته الانتخابية، فإن الأرقام والإجراءات التي أعلنها تجاوزت كل التوقعات، وهذا ما أدى إلى حالة من الذهول وعدم اليقين، حتى داخل الولايات المتحدة. وباستثناء فريقه الرئاسي، وقف كثيرون – من جمهور وخبراء – في حيرة من الأمر، فيما حذّر البنك الفيدرالي من تداعيات خطيرة، أبرزها ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، بعكس وعود ترامب الانتخابية بخفض الأسعار.
وقبيل فرض الرسوم الجديدة، تكبدت الأسواق خسائر هائلة، فيما رأت الإدارة أن هذه الخطوة ستُنعش المناطق الصناعية المتضررة، مثل “حزام الصدأ”؛ لكن الدراسات لم تُظهر تفاؤلاً بعودة سريعة للمصانع أو الاستثمارات.
وعليه فإن هذه التأثيرات لم تتوقف عند الاقتصادات الكبرى فحسب، بل طالت الدول النامية والأقل دخلاً، والتي ستتأثر بشكل غير مباشر عبر سلاسل التوريد وارتفاع أسعار السلع عالمياً؛ فالعولمة الاقتصادية تجعل من الصعب فصل أي بلد عن تداعيات مثل هذه القرارات.
خلاصة القول في هذ المجال.. يبدو أن ترامب يستخدم هذه الخطوات كورقة تفاوضية، خاصةً مع الصين وأوروبا، مع التلويح باستخدام أدوات ضغط إضافية، مثل التلاعب بالدولار أو التأثير على أنظمة الدفع العالمية.. وبينما تسعى واشنطن لتقليص العجز التجاري، فإن العالم سيدفع ثمن هذا الصراع على شكل اضطراب اقتصادي وعدم استقرار سياسي.