ميشال فرعون في “ما بين السطور”: بيروت على مفترق استحقاقات… هذا ما كشفه عن بلدية بيروت
في حلقة من برنامج “ما بين السطور” عبر ليبانون برس، حلّ الوزير والنائب السابق ميشال فرعون ضيفًا من قلب بيروت التي عرفته نائبًا ووزيرًا وصوتًا مدنيًا في وجه محاولات طمس هوية العاصمة.
الحلقة شكّلت مساحة مفتوحة للبوح والمصارحة حول الانتخابات البلدية المقبلة، ومستقبل بيروت السياسي والإنمائي، والتحديات الوطنية الكبرى من سلاح “حزب الله” إلى الإصلاح المالي.
“الانتخابات البلدية أمل بعد وجع كبير”
فرعون رأى في العودة إلى الاستحقاق الانتخابي البلدي “نقطة ضوء” بعد سنوات من التمديد، والأزمات، والانفجار، والانهيار. واعتبر أن مجرد إجراء الانتخابات، رغم الأجواء الإقليمية والمحلية المتلبدة، هو بحد ذاته خطوة نحو إحياء الديمقراطية، مؤكدًا أن “الناس بحاجة لأمل، وبيروت بحاجة لصوتها”.
عن “لائحة بيروت”: ائتلاف واسع وتمثيل متوازن
وعن مساعيه لتشكيل لائحة توافقية، كشف فرعون أن “العمل جارٍ لتأمين ائتلاف عريض يضمن المناصفة والتمثيل المتوازن”، معتبرًا أن اللائحة يجب ألا تكون على حساب الكفاءة والفعالية، بل على العكس، “يجب أن تضم شخصيات ذات مستوى ونزاهة للعمل في مجلس بلدي قادر على إطلاق ورشة إنمائية حقيقية”.
وأشار إلى أن أزمة البلديات المالية تُحتّم مقاربة جديدة، تعتمد الشفافية وتفعيل الصلاحيات، مع إعادة الثقة إلى العمل البلدي. كما لفت إلى رمزية بيروت كمرآة للبنان، مؤكدًا أن أي انقسام فيها ستكون له ارتدادات وطنية.
المناصفة… ومنع الاستفزاز الطائفي
في ظل الحديث عن تمثيل “حزب الله” داخل المجلس البلدي، شدد فرعون على ضرورة تجنّب الاستفزاز لأي مكوّن لبناني، مشيرًا إلى أنه لا تواصل مباشر مع الحزب، لكن لا بد أن يُمثَّل المكوّن الشيعي بشكل يحظى بالتوافق، بعيدًا عن الحدة الحزبية. وأضاف: “البلدية ليست مكانًا للانقسام بل للعمل المشترك، والمطلوب هو طابع مدني إنمائي يغلب على الطابع السياسي”.
ردّ على صحناوي: “المزايدة لا تخدم أحدًا”
ردًا على كلام النائب نقولا صحناوي حول وجوب الحفاظ على المناصفة، اعتبر فرعون أن هناك “حرصًا عامًا على المناصفة”، لكن مواقف البعض تنطوي على مزايدات ظرفية، وذكّر بأن “التيار الوطني الحر كان في السلطة لسنوات ولم يُبادر فعليًا لتعديل القوانين أو تحصين المناصفة”، في وقت تُطرح اليوم أفكار حول لوائح مقفلة تضمن هذا التوازن وتحمي من التشطيب الانتخابي.
تيار المستقبل؟ القرار بيد سعد الحريري
عن مشاركة “تيار المستقبل” في الانتخابات، أوضح فرعون أنه لا معطيات حاسمة حتى الساعة، وأن الجميع ينتظر موقف الرئيس سعد الحريري، مشددًا على أهمية مشاركة المستقبل كـ”ضمانة وطنية ووازن انتخابي”.
الاقبال الشعبي والرهان على جيل الشباب
بالنسبة إلى نسبة الاقتراع المتوقعة، أبدى فرعون قلقه من حالة اللامبالاة، لكنه عبّر عن أمله في أن يساهم ارتفاع منسوب التنافس أو تعدد اللوائح في تحفيز المشاركة، خاصة من الجيل الشاب. وقال: “بيروت تحتاج إلى مشاركة كثيفة، لأن المجلس البلدي الفاعل يبدأ من شرعية شعبية واسعة”.
عن السياسة اليوم: مرحلة جديدة بعد الجمود
فرعون رأى أن السياسة في لبنان تغيرت، وأن سنوات ما بعد 2016 كانت أقرب إلى الجمود التام، بفعل غياب الموارد والدعم والقدرة على العمل. أما اليوم، “فهناك فرصة حقيقية للتغيير، لكن تنفيذها يحتاج إلى وقت وإرادة وإصلاحات جدية”.
في ملف “حزب الله” والمرفأ والقرارات الدولية
في معرض كلامه عن سيادة الدولة، شدد فرعون على ضرورة تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بما في ذلك نزع السلاح غير الشرعي، معتبرًا أن سلاح “حزب الله” تحوّل إلى “مسألة استراتيجية تُدار خارج المؤسسات”، ويجب أن تعود إلى سلطة الدولة والجيش اللبناني. كما دعا إلى كشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت بشفافية وعدالة، “فلا ديمقراطية حقيقية دون قضاء عادل ومسؤول”.
عهد جديد؟ نعم… لكن مع علامات استفهام
أخيرًا، وحول تقييمه للعهد الرئاسي والحكومة الحالية، قال فرعون: “نحن في بداية مرحلة جديدة، واللبنانيون محقون في مطالبهم بالإصلاحات وتطبيق خطاب القسم. لكن الحكم النهائي يتوقف على تنفيذ الملفات الأساسية، من المرفأ إلى الودائع، مرورًا بالإصلاح المالي والسياسي”.
وهل سيترشح فرعون للانتخابات النيابية المقبلة؟
“إذا شعرنا أن الأمل صار فعلًا، وأن هناك نتائج حقيقية للعمل، فالتحمس للترشح يأتي تلقائيًا”، أجاب فرعون، مضيفًا أن “العمل لم يتوقف أصلًا، والترشح ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة إذا كان لها جدوى

