خاص الهديل…

اقتربت انتخابات بلدية بيروت، وبدل أن نشهد ترشح أصحاب الكفاءة والخبرة، بدأنا نرى أسماء غريبة عجيبة تُطرح، وبعضها لا يملك أدنى فكرة عمّا هي “البلدية” أصلاً!
مرشحات – من ما يسمى بالجنس اللطيف – دخلن السباق الانتخابي مدعومات ليس بالكفاءة ولا بالمشروع، بل بأموال والِدهنَّ وأسمائهنَّ اللامعة في بعض الأوساط الاجتماعية. مرشحات لا يعرفن شيئاً عن الشأن العام، ولا عن هموم الناس، ولا حتى عن موقع البلدية نفسه!
نعم، في إحدى الجلسات، سُمعَت إحداهن تسأل بكل براءة: “وين موقعها للبلدية؟… فأي مستوى وصلنا إليه؟!
هل نُحمّل مستقبل مدينة بيروت بيد من لا تعرف شوارعها؟ هل يُعقل أن نترك الإدارة المحلية لأشخاص يعتبرون البلدية مجرّد واجهة اجتماعية أو ترند انتخابي موسمي؟
هذه ليست مرشحة، بل واجهة عائلية. ليست مشروعاً للإنقاذ، بل مشروعاً للتسلية السياسية.
بيروت اليوم لا تحتمل الهواة ولا أصحاب الصور المعدّلة على إنستغرام. بيروت تحتاج من ينزل إلى الأرض، من يفهم الأرقام والموازنات، من يعرِف حاجات أهلها، لا من يسأل عن عنوان المجلس البلدي!
لنحذر من تحويل البلدية إلى مسرح عبثي جديد.. فقد شبعنا من الفشل، وشبعنا من المجاملات.

