الهديل

خاص الهديل: تصدّع في جدار الحلفاء.. هل انتهى زمن الحصانة الإسرائيلية؟

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى 

من الواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تسير بخطى متسارعة نحو الانهيار، رغم ما ترتكبه من مجازر جماعية في غزة، واستمرارها في ممارسة سياسات عنصرية ومتطرفة ضد الفلسطينيين، من خلال توسيع رقعة العمليات العسكرية في القطاع والضفة الغربية، بالإضافة إلى تصعيد حملات هدم المنازل في القدس الشرقية المحتلة.

هذه السياسات لم تعد تثير قلق خصوم إسرائيل فحسب، بل بدأت تنعكس سلباً حتى على علاقاتها مع أقرب حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة؛ فقد أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لطالما دعم إسرائيل دون تحفظ، انزعاجاً من بعض القرارات التي اتخذتها تل أبيب، والتي قد تضر بمصالح الطرفين، وتؤجج الأزمة نحو مزيد من التعقيد، خصوصاً في ظلّ تنامي موجات رفض الخدمة العسكرية داخل إسرائيل، وازدياد التحذيرات من اتساع رقعة هذا الرفض.

ورغم ما بدا من تهميش لدور إسرائيل في جولة ترامب الخليجية، فإن ذلك لا يعني تغيراً جوهرياً في موقفه أو تخلياً عن دعم إسرائيل.. فالتوتر الظاهري بين الطرفين قد لا يكون أكثر من مشهد محسوب، يدخل في إطار مناورة سياسية تهدف إلى حفظ التوازنات أو تنفيذ استراتيجية خداع مرحلية، دون أن تمس بجوهر العلاقة الراسخة بين الطرفين.

وبعيداً عن التحالفات الظرفية والصفقات السياسية والاقتصادية، تواصل إدارة ترامب، كما الإدارات الأمريكية المتعاقبة، النظر إلى ما يجري في غزة من زاوية تخدم مصالحها الاستراتيجية وأولوياتها في المنطقة، والتي تتقاطع إلى حد كبير مع الأجندة الإسرائيلية، حتى لو تطلّب ذلك غضّ الطرف عن الانتهاكات أو إظهار مسرحية توتر إعلامي بين الجانبين.

في نهاية المطاف، تظل إسرائيل جزءاً لا يتجزأ من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية ومن محددات أمنها القومي؛ وما يُطلب من نتنياهو، على الأقل في العلن، هو التراجع عن لغة القوة واعتماد الحوار.. إلا أن الأخير يختار التشبث بالنهج العسكري، بل والمضي فيه إلى أقصى الحدود.

Exit mobile version