صالح مسلم في حديث خاص لـ”الهديل”: لا عودة إلى ما قبل 2011.. وعلى دمشق تغيير موقفها من القضية الكردية
في لقاء خاص مع مجلة وموقع “الهديل”، أكد عضو هيئة الرئاسة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، السيد صالح مسلم، أن مؤتمر الحوار الكردي الذي عقد مؤخراً في مدينة قامشلو شمال شرق سوريا، كان خطوة ضرورية وناجحة نحو توحيد الصف الكردي، مشيراً إلى أن نتائجه عكست إرادة غالبية القوى السياسية والمجتمعية الكردية في سوريا، وأرست خطوطاً واضحة للتفاوض والحوار مع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الحكومة السورية.
وقال مسلم إن المؤتمر لم يضم الأحزاب السياسية الكردية فحسب، بل جمع أيضاً قوى المجتمع المدني والتيارات والمكونات المختلفة في شمال شرق سوريا. وأوضح أن المؤتمر حدد بوضوح ما يطلبه الأكراد من الدولة السورية، مؤكداً على وحدة الأراضي السورية، ورافضاً فكرة الانفصال، مع التأكيد على خيار اللامركزية كحل سياسي، تتراوح تطبيقاته بين الحكم الذاتي والفدرالية، وفق التوافق مع الجهات الرسمية في دمشق.
التحالف الدولي شجّع التوحيد الكردي
وفي معرض حديثه عن دور القوى الدولية، ثمّن صالح مسلم جهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، لا سيما فرنسا والولايات المتحدة، في تشجيع الأطراف الكردية على التوصل إلى موقف موحّد. وأشار إلى أن اللجنة التي انبثقت عن المؤتمر ستتولى مسؤولية الحوار مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى، في سبيل التوصل إلى حل سياسي للقضية الكردية في البلاد.
انتقادات لموقف دمشق
وانتقد مسلم الموقف الأخير للسلطات السورية الذي أعرب عن تحفظه إزاء مخرجات المؤتمر، معتبراً أنه “موقف متعجل وغير وطني”، مردفاً:
“التشتت الكردي أضر بسوريا كلها، وعلى كل من يريد الخير لسوريا أن يؤيد ما جاء في المؤتمر”.
وشدد على أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن التراجع عنها، أبرزها الاعتراف بالوجود الكردي، ورفض العودة إلى ما قبل عام 2011، إضافة إلى الحفاظ على حق الدفاع المشروع عن النفس، وضرورة استمرار هيكلية الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإن كان شكلها قابلاً للنقاش والتطوير.
بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة
وحول الدعم الأميركي للكرد، أوضح مسلم أن العلاقة مع واشنطن بدأت منذ عام 2015 في إطار مكافحة الإرهاب، نافياً أن يكون التواجد الأميركي هو من أسّس الوجود الكردي، بل العكس، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت موجودة قبل التحالف.
“الأميركيون موجودون لمصالحهم، وهذه المصالح تلاقت مع مصالحنا في محاربة الإرهاب”، قال مسلم، مضيفاً أن بقاء الأميركيين أو انسحابهم شأن يعود لهم، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، الذي لا يزال يشكّل تهديداً في عدة مناطق، خصوصاً في البادية السورية ومحيط دير الزور.
إشادة بالدور الفرنسي
أما بشأن فرنسا، فقد نوه مسلم بالدور الإيجابي الذي تلعبه باريس منذ سنوات في دعم جهود توحيد الصف الكردي، مشيداً بموقف الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي رعى اجتماعات سابقة بين أطراف كردية. وقال:
“العلاقة مع فرنسا مميزة تاريخياً، ونقدّر دعمها للشعب الكردي وقضاياه العادلة”.
عن قرار PKK التخلي عن السلاح
وعن إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) نيته حل نفسه والتخلي عن الكفاح المسلح، نفى مسلم أن يكون للخطوة علاقة بصفقة تخص الكرد في سوريا، واصفاً القرار بأنه تطور استراتيجي مهم، يعكس الانتقال من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي والدبلوماسي. وأوضح أن تحقيق الاعتراف الدولي بالشعب الكردي بات أمراً واقعاً، ما يستوجب تغيير أدوات النضال.
انتقادات للمشروع السياسي للرئيس أحمد الشرع
وفي ختام اللقاء، عبّر صالح مسلم عن شكوكه بشأن مشروع الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أن معالمه لا تزال غامضة، وأن خطواته السياسية لا تبشّر بخيار ديمقراطي تعددي. وأضاف:
“نرفض أن يكون مشروع الشارع امتداداً لهيئة تحرير الشام أو موجهاً بمنطق جهادي. سوريا تستحق مشروعاً جمهورياً ديمقراطياً عصرياً، لا يستنسخ نماذج استبدادية أو سلطوية جديدة”.
وختم اللقاء بالتشديد على أن الحل السياسي في سوريا يجب أن يكون شاملاً، يضمن حقوق كافة مكونات الشعب السوري، وعلى رأسها الشعب الكردي.
