خاص الهديل…
غنوه دريان…

الحروب وما تتركه من مشاعر مختلطة مثل الاكتئاب والقلق، تُؤثر بشكل كبير على الأداء الجنسي لدى الرجال.
في الواقع، الحروب لا تقتصر آثارها على المعارك الجسدية، بل تمتد لتصل إلى أعمق جوانب النفس البشرية، حيث يواجه الكثير من الجنود والمشاركين في النزاعات صدمات نفسيةً تترك بصمتها على حياتهم الخاصة.
التوتر والقلق المستمران يمكن أن يؤديا إلى تدهور القدرة الجنسية، ما يسبّب مشكلات تؤثر على العلاقات الشخصية، ويساهم في الشعور بالعجز والخجل. هذه الآثار النفسية لا تقتصر فقط على الفترة الزمنية التي تلي الحروب، بل يمكن أن تكون لها تداعيات طويلة الأمد، قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الرجل الشخصية، وعلى استقراره العاطفي والاجتماعي. فعندما يتعرّض الرجال لمواقف عالية الضغط مثل الحروب أو صدمات عاطفية شديدة، فإنّ أجسامهم تتفاعل مع هذه الضغوط بطرائق متعدّدة. من أبرز هذه التأثيرات، التأثير على هرمونات الجسم، وبالأخص التستوستيرون الذي يُعدّ أساسياً في تنظيم الرغبة الجنسية وصحة الجهاز التناسلي”.
أنّ التوتر المستمر بسبب الخوف والقلق وفقدان الأحبة، يسبب زيادةً في إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يؤثر بشكل مباشر على الدورة الطبيعية للهرمونات الجنسية: “هذا التغيير الهرموني قد يؤدي إلى اضطرابات في القدرة الجنسية، مثل ضعف الانتصاب، انخفاض الرغبة الجنسية، وأحياناً قد يصل إلى مشكلات أكثر تعقيداً مثل العقم”.
ان ضعف الانتصاب لا يؤثر فقط على القدرة الجنسية، بل قد يؤدّي إلى مشكلات أعمق مثل التوتر النفسي، تدنّي الثقة بالنفس وتوتر العلاقات العاطفية. هذه الحالة قد تؤثر أيضاً على القدرة على الإنجاب. لكن لحسن الحظ، يمكن علاجها بناءً على السبب الكامن وراءها، فقد يشمل العلاج تناول الأدوية أو اللجوء إلى تقنيات علاجية نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي.
باختصار، الآثار النفسية والجسدية التي تتركها الحروب على الرجال، تتجاوز ما قد يبدو للوهلة الأولى دماراً مادياً. فالأثر الذي تتركه الحروب على القدرة الجنسية لا يقلّ تأثيراً عن الأضرار الجسدية، بل قد يكون أعمق وأطول تأثيراً. من خلال قصص حيّة ومؤلمة نلمس حجم التحدّيات التي يواجهها الكثيرون في صمت، حيث يصبح العجز الجنسي ليس مجرّد مشكلة جسدية، بل صراعاً مع الهوية والمجتمع.

