خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة
يواجه تطبيق اتفاق السويداء صعوبة على مستوى تنفيذه؛ وربما كان هذا الأمر متوقعاً نظراً للتعقيدات التي تحيط بهذا الملف.. لكن الخشية تقع في عدة نواحي لا تزال مبهمة؛ وهي هل أحداث السويداء بدأت بخلاف بين شخصين وتطورت لتصبح حرباً بين الدروز والعشائر وأيضاً بين إدارة أحمد الشرع وإسرائيل.
أغلب الظن أن حرب السويداء بدأت بقرار شاركت بانتاجه قوى عدة وليست كلها متجانسة بل بعضها متعارض مع البعض الآخر.
.. مثلاً أحد الصحفيين المقربين من نتنياهو يقول أنه قبل أسبوع من بدء أحداث السويداء وصلت معلومات للكابينت بأن هناك تحركات من فئات محددة لشن هجوم على مدينة السويداء؛ ومن ثم قبل ثلاثة أيام من بدء أحداث السويداء أكدت معلومات استخباراتية للكابينت أمر حدوث هجوم وشيك على السويداء. ولكن إسرائيل أهملت هذه المعلومات ولم تتخذ أي إجراء لمنع هذا الهجوم. وأكثر من ذلك فإن نتنياهو اتبع استراتيجية الرد على هجوم السويداء بعد وقوعه وبعد حصول المجازر وذلك بدل أن يستبق الهجوم ويقمعه قبل حدوثه!!..
يقال أن وفد الإدارة الجديدة في سورية فاتح الوفد الإسرائيلي في باكو بفكرة دخول القوات السورية التابعة للشرع إلى السويداء؛ ولم يلمس الوفد السوري وجود تحفظ إسرائيلي على هذه الفكرة..
وحالياً صار واضحاً أن نتنياهو أراد تحويل السويداء إلى بوابة لجس نبض تقسيم سورية؛ وبالأساس للانطلاق من حدث السويداء ليبرر نصب طاولة تفاوض جديدة مع تركيا حول سورية وأيضاً حول غاز المتوسط.
لم يعد ممكناً لا لتركيا ولا لإسرائيل تجاهل حقائق جيوسياسية جديدة تفرض نفسها عليهما:
أول هذه الحقائق تتمثل بأنه بعد سقوط الأسد أصبحت كل من تركيا وإسرائيل جارتان انطلاقاً من تواجدهما في سورية.
وهذا الواقع الجديد الذي أحدثه تغير الحكم في سورية، يحتم على تركيا وإسرائيل التصادم بخصوص بعض الملفات وأيضاً التقاطع والتفاهم بخصوص ملفات أخرى.
.. من أبرز ملفات التفاهم هو العمل معاً لعدم عودة إيران إلى نفوذها السابق.
أما ملفات التعارض فهي كثيرة ومنها رغبة تركيا بإنشاء قواعد عسكرية في سورية ورفض إسرائيل لذلك؛ أيضاً رغبة نتنياهو بأن تكون له اليد الطولى في سورية وهذا ما ترفضه تركيا.
ثاني هذه الحقائق أن هناك عدة ساحات يوجد لتركيا وسورية فيها نفوذ ومصالح متداخلة ومتصادمة (الخ، .. ): في شرق المتوسط حيث تخطط تل أبيب لمد أنبوب غاز إلى اليونان ومنه إلى أوروبا؛ ولكن هذا الخط يتم قطعه عند نقطة تقع داخل الحدود البحرية التي تم ترسيمها مؤخراً بين حكومة الدبيبة وإسرائيل..
أضف لذلك التداخل التركي الإسرائيلي الموجود في السودان (الحرب بين الجيش والتدخل السريع)، وفي ليبيا، الخ..

