تودّع بيروت زياد الرحباني، وطلال حيدر يصرخ في وجه الحزن: “أين أنت يا زياد؟ إرجع!”. ليست فقط قصيدة، بل وجع مكتوب بحروف القلب. وفي اتصال مؤثر مع MTV وOne TV، عبّر الشاعر الكبير طلال حيدر عن فاجعة رحيل زياد الرحباني، بكلمات تفوق الرثاء، وتمسّ جوهر الخسارة.
قالها ببساطة دامعة: |العَوض بسلامتكن. العزا مش ل طلال حيدر… العزا ل لبنان”، لأن لبنان خسر ثلاثة برحيل زياد: الإنسان، المبدع، والرمز”.
يتحدث حيدر عن زياد كفرحٍ للبنان، كإنسانٍ أوّلًا، لا ككاتب موسيقى ومسرح فقط. “ما كَمّل جملة عاصي، لأنه ما بدو يكون صدى. بلّش بجملته الخاصة، الجملة اللي قلّبت مفاهيم الموسيقى والمسرح والحوار”.
ويتابع: “نحنا تعوّدنا ع غنية ساكن قصادي و بحبّو… ما تعوّدنا ع الله يخليك خلّيك بالبيت. زياد اخترع شي جديد، ما شفناه لا مع منير أبو دبس، ولا بغير مسرح. غيّر المسرح، غيّر الغنية، غيّر شكل الكلام”.
بالنسبة لحيدر، ولادة زياد كانت كربيع غير منتظر: “بس يولد فنان متل زياد، بيزهّر زهر اللوز، ولو بالصيف. الشجر بيفرح، والدني بتفتح. بس يغيب… الدني بتلبس أسود، وبتبكي ع حالها”.
ويكمل بصوت متهدّج: “عم احكي عن زياد كإنسان. مش بس لأنو اشتغلنا سوا، كتبنا فن سوا… أنا اليوم بحس حالي ميّت. رفقاتي ميتين. زياد ما رحل لحالو، أخدنا معو”.
ويختم بنداء حارق إلى السيدة فيروز، التي عاشت الرحيل مرارًا: “يا فيروز… طول عمرك عيلة يونانية، عم يفلّوا من حولك واحد ورا التاني. لا بقلك ما تحزني، إحزني قد ما فيكي. لأنو لا انتي بتتعوضي، ولا زياد بيتعوض”.
ويضيف: “الحزن هو الحقيقة الوحيدة. الفرح كذبة، المواساة كذبة، العَوض كذبة. إحزني يا فيروز… احزني، لأنك وحدك بتعرفي شو يعني تخسري زياد”.
