خاص الهديل…
![]()
بقلم: ناصر شرارة
مع بداية هذا الصيف مثّل توم براك أمام الكونغرس ليحصل منه على تثبيته كسفير للولايات المتحدة الأميركية في تركيا، وأجاب براك حينها على سؤال من الكونغرس حول الأسباب التي جعلت ترامب يختاره لمهمته، قائلاً: هناك عدة أسباب رئيسة بينها توثيق علاقات تركيا بإسرائيل.
.. وأمس حينما مثّل ميشال عيسى أمام الكونغرس ليستمع إلى شهادته حول سبب تعيينه سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في لبنان قال عيسى: حان الوقت للتحرك الآن لنزع سلاح حزب الله.
وفي نفس الوقت نقلت رويترز من باريس أن إسرائيل رفضت مقترح الرئيس نبيه بري الذي حمله توم براك كي توقف إسرائيل اعتداءاتها بمقابل بدء لبنان بتنفيذ الورقة الأميركية!.
هذه المعطيات تؤشر إلى اكتمال الصورة بخصوص إلى أين يتجه لبنان من جهة، وإلى أين تتجه إسرائيل من جهة ثانية، وإلى أين يتجه توم براك من جهة ثالثة، وإلى أية مهمة قادم ميشال عيسى في لبنان من جهة رابعة!!.
ويفيد هذا الترتيب للمشهد وفق ما برز من مستجدات بخلال الساعات ال ٧٢ الأخيرة إلى ما يلي:
أولاً- إن توم براك انتهت عملياً مهمته في لبنان عند نقطة رفض إسرائيل مقترح بري؛
وثانياً إن ميشال عيسى سيأتي إلى لبنان كسفير لديه مهمة تبدأ من حيث النقطة التي وصلت إليها مهمة براك وهي “أن التفاوض لسحب سلاح حزب الله ليس خياراً مجدياً”؛ بل المطلوب الذهاب لسحب السلاح الآن لأنه حسب قوله في شهادته أمام الكونغرس: حان وقت التحرك الآن؛
ثالثاً- لبنان بعد فشل توم براك بجعل إسرائيل توافق على مقترح بري وبعد بدء مهمة عيسى التي تقتصر على سحب السلاح الآن، وليس التفاوض على ذلك؛ قد يجد نفسه أنه لم يعد لديه عملياً سوى “خطوة المضطر” وهي إحالة ملف سلاح حزب الله إلى مجلس الوزراء مع ما قد يترتب على ذلك من محاذير.
هناك شهر صعب ينتظر لبنان، ذلك أن الأخبار الواردة خلال الساعات ال ٧٢ الماضية جميعها تؤشر إلى أن الوقت الدولي ليس فقط ضيق بل هو لم يعد موجوداً، وأن ميشال عيسى هو سفير مهمة نزع سلاح حزب الله بأكثر مما هو سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان أو سفير متابع لمهمة التفاوض مع لبنان حول سلاح الحزب التي بدأها توم براك!!.

