في عدد الهديل الإلكتروني الجديد:
عيد الجيش هو عيد لبنان وعيد كل الشعب..

بقلم: بسام عفيفي
أول الكلام في أول آب في عيد الجيش هو تسجيل افتخار كل لبناني بدور رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي صان ويصون الجيش بجفونه، وبمناقبية وكفاءة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي هو تجسيد أمين في أخلاقه وشجاعته لشعار الجيش: “شرف، تضحية، وفاء”.
وفي غمرة الأهوال التي تحيط بلبنان وتواجهه؛ يبقى لبلد الأرز أملٌ واحدٌ وضمانةٌ واحدة هو جيشه الذي يثبت المرة تلو المرة، أنه الجيش الوطني العابر للأنانيات الطائفية والمذهبية؛ والمنيع بوجه أن تكسره المصاعب والنوائل مهما تعاظمت عليه؛ إنه جيش الوطن والمواطن وكل الشعب، والمؤتمن على كل حبة من تراب لبنان الخالد والسرمدي والنهائي بحدوده الأبدية التي صانتها الأفئدة ودافع عنها التاريخ بقبضات من مجد ومن علم ومن وحدة وطنية عامرة..
منذ سنوات والجيش اللبناني يعطي نموذجاً في تاريخ جيوش العالم، عن الجيش الأكثر ديموقراطية والأكثر التصاقاً بهموم الناس وليس فقط بواجب الدفاع عن حدود البلد وسيادته. فالجيش موجود على كل جبهات البلد المفتوحة بفعل الأزمات الإقليمية والحدودية والداخلية: فهو موجود على جبهة الوطن بوجه العدو في الجنوب؛ وعلى جبهة الداخل ليحمي المواطن من الفتن، وموجود على جبهة الشرق لتبقى الشمس مشرقة على علاقات الأخوّة اللبنانية – السورية. إنه جيش يعيش مع المواطن بهمومه الأمنية واليومية وينتشر في المدن ليحميها كما ينتشر على الحدود ليذود عنها؛ وينتشر في البلدات وفي الدساكر ليحفظها من الشرور؛ ورغم تواجده بين الناس، فيما الجيوش لا تبرح ثكناتها وتبتعد عن التجمعات البشرية؛ إلا أن جيش لبنان المضطر للتواجد بين المواطنين في المدن لأسباب طارئة؛ فإنه نفّذ مهمته هذه ولا يزال منذ سنوات؛ ويسجل له أنه لم يرتكب ولو لمرة واحدة، طوال كل هذه السنوات، مخالفة واحدة أو تجاوزاً واحداً بحق المواطنين..
ومعروف بالعادة أن المدن لا تحب وجود الجيوش بين ظهرانيها، وأن أكثر الدول تحضراً تتجنب نشر جنودها داخل المدن خشية التجاوزات؛ ولكن جيش لبنان انتشر منذ سنوات طويلة داخل المدن وبين المواطنين ولكن بدل أن يتجاوز، بحسب توقعات النظريات العسكرية، فهو دخل قلوب الناس وأعطى مثلاً مفاده أنه الجيش الوحيد في العالم الذي يتواجد في المدن وتحبه المدن بدل أن تستاء منه.
إنه جيش لبنان الديموقراطي والمناقبي والمدافع عن كل جبهات البلد والذي يقيم داخل قلوب مواطني لبنان.
عاش لبنان وعاش الجيش.