خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة
يقف لبنان أمام استحقاق الخامس من الشهر الجاري؛ وهو استحقاق يشترك فيه البعدان الدولي والإقليمي مع البعد الداخلي. والسؤال الذي سيكون على العهد الرئاسي الجديد ومعه “حكومة نواف سلام” الإجابة عنه يوم الثلاثاء هو من أين وكيف يبدأ لبنان بتنفيذ الشق اللبناني من التعهدات المقدمة في الورقة اللبنانية لتوم براك؛ بمعزل عن مطالب لبنان من أميركا وإسرائيل!!.
خلال خطاب أول آب عدّد رئيس الجمهورية مطالب لبنان من واشنطن ولكن من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق مع أميركا حول هذه المطالب قد تم حسمه؛ خاصة وأن براك في آخر تصريحاته أكد أن إدارة ترامب تريد رؤية لبنان ينفذ سحب سلاح حزب الله، وقال إن الثمن الذي سيجنيه مقابل ذلك هو إعطائه تذكرة صعود إلى قطار المنطقة(!!)، وفي حال لم يستجب لبنان لما تريده أميركا فإن ترامب ضيق الصدر سيدير ظهره لبلد الأرز حتى يواجه قدره وحيداً مع التغول الإسرائيلي السائد حالياً في الشرق الأوسط.
.. فإذن جلسة يوم الثلاثاء الحكومية مهمتها الخروج بقرارات تقنع ترامب بعدم إدارة ظهره للبنان؛ فهل سيكون ممكناً إيجاد صيغة مكتوبة وعملية تؤمن هذا الغرض؟!.
والواقع أن إسرائيل تستعجل وضع لبنان أمام معادلة خطوة لبنانية مقابل خطوة لبنانية أخرى؛ فيما ملاحظات بيروت على ورقة توم براك اقترحت خطوة بمقابل خطوة؛ وبري أوضح لبراك صفقة تفيد: أعطني أول خطوة من جانب واشنطن وهي إرغام إسرائيل على وقف الاعتداءات وأنا كفيل بأن أقابل ذلك بخطوة عملية من الجانب اللبناني..
.. لكن هذا الاقتراح ووجه برفض إسرائيلي؛ وبعدم حماس أميركي؛ وبنوع من التسليم في لبنان بالمثل القائل “حاكمك طيعو”..
ما يجب الاعتراف به هو أن واشنطن وأمامها نتنياهو، يتعامل مع ملفات المنطقة من غزة إلى لبنان مروراً بالسويداء على أساس أن هناك موازين قوى جديدة نتجت عن حرب غزة وحرب لبنان وحرب إسقاط الأسد وحرب الأيام ال ١٢. وبنظر واشنطن – قبل تل أبيب – ان كل هذه الحروب كرست هزيمة محور إيران وانتصار المحور المناهض لها.
كيف سيتعامل حزب الله مع خارطة طريق “حاكمك طيعو”؛ هل سيواجه معادلة خطوة لبنان مقابل خطوة لبنانية بالرفض الصريح والسلبية المعلنة، أم أنه سيتجه لإجراء تحديث على اتفاق التنسيق الذي كان قائماً حتى يوم ٣١ تموز بينه وبين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب؛ بحيث يراعي هذا التحديث المستجد المتمثل بأن واشنطن استجابت لرفض إسرائيل بخصوص السير بمعادلة بري القائمة على “خطوة من إسرائيل بضغط من ترامب يقابلها خطوة من حزب الله بضغط من بري”!!.
الأيام القادمة ترسم خارطة طريق نحو اشتباك المعادلات بأكثر مما تتجه لتقاطعها عند حلول أو نهاية الأزمات؛ والمفارقة المرعبة أن هذا المسار هو جزء من أهداف إسرائيل غير المعلنة..

