خاص الهديل….
![]()
بقلم: ناصر شرارة
يعتبر يوم ٤ آب مناسبة تذكر بحاجة لبنان للعدالة وتقديم الجاني للقانون.
وكما هو متوقع سيدلي الجميع ببيانات تؤكد على أهمية المساءلة وعلى ضرورة أن يتم كشف الحقيقة بخصوص كيف حدث انفجار المرفأ ولماذا؟؟ ومن المقصر أو المتعمد؟؟، الخ..
.. غير أن السؤال الذي سيتحاشاه الكثيرون هو لماذا لم يتم الكشف عن الحقيقة بخصوص انفجار المرفأ حتى الآن(؟؟)، وهل سيتم الكشف عن الحقيقة في يوم ما؟؟.
٤ آب هو يوم الأسئلة المحرجة أخلاقياً والصعبة سياسياً، خاصة وأن المجرم يتقدم صفوف المطالبين بالعدالة؛ وهو يكاد يكون معروفاً أنه المرتكب؛ وبنفس الوقت هو الأكثر تكريماً بموجب البرتوكول الرسمي المرسوم لتنظيم الإحتفال بذكرى يوم ٤ آب الحزين.
والواقع أنه حتى يتم الكشف عن الجناة والمقصرين بانفجار المرفأ فإنه سيبقى المتهم الرئيس بهذا الانفجار هو الدولة، لأنها أولاً لم تطبق الحماية لأمن المرفأ قبل الانفجار؛ وثانياً لأنها لم تكشف الجناة بعد الانفجار؛ وثالثاً لأنها لم تكشف للمواطن كامل تفاصيل حقيقة الانفجار!!.
إن الاستمرار باتباع تقليد إدعاء الدولة على مجهول في جرائم بحجم انفجار المرفأ يؤدي مع تكرار هذا التقليد إلى جعل الدولة كجسم معنوي، هي المتهم المجهول وليس هي المدعية على المجرم المجهول..
وليس خافياً أن هناك فرقاً واضحاً وجلياً بين الإدعاء على مجهول حتى يتم إلقاء القبض على المجرم الحقيقي؛ وبين الإدعاء على مجهول حتى يتم تدبير عملية تهريب المجرم المعروف..
الوقت في هذا اليوم هو للمطالبة بالعدالة وليس أقل من ذلك؛ هو للتضامن مع أهالي شهداء وجرحى المرفأ؛ وهو للوقوف ٢٤ ساعة صمت على استمرار غياب العدالة في قضية المرفأ…
لا وقت اليوم للكلام بغير حبر الدموع الذي يقول خير الكلام ما قلّ ودلّ وأصدق العبارات هي ما تخبره العبرات..

