أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن “الاستقرار في لبنان هو المدخل الأساسي للنهوض بالاقتصاد”، مشددًا على أن العمل جارٍ لتثبيت هذا الاستقرار بالتوازي مع الإصلاحات المنجزة وتلك التي ستُستكمل قريبًا من خلال مشاريع القوانين والقرارات الحكومية.
وأشار الرئيس عون، خلال استقباله وفدًا من منظّمي “مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع”، إلى أن “ما يشهده لبنان من انتعاش في الحركة السياحية وعودة المؤتمرات الدولية، إضافةً إلى توافد الأشقاء العرب وخصوصًا من دول الخليج، هو دليل على ثقة متجددة بأن لبنان بدأ يستعيد عافيته تدريجيًا، وكذلك حضوره على الساحتين العربية والدولية”.
ونوّه رئيس الجمهورية بجهود رجال الأعمال في لبنان والانتشار الذين يساهمون في دفع العجلة الاقتصادية. وضم الوفد الزائر رئيس المؤتمر رؤوف أبو زكي، الوزير السابق محمد شقير، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز، وفيصل أبو زكي، الذين شكروا الرئيس على رعايته للمؤتمر الذي سيُعقد في فندق فينيسيا بمشاركة نحو 400 رجل أعمال ومستثمر من 37 دولة.
وأكد أبو زكي أن انتخاب الرئيس عون وما تبعه من استقرار، شكّل حافزًا لحضور رجال الأعمال إلى المؤتمر الذي سيكون منصة لتطوير التعاون بين رجال الأعمال المقيمين والمغتربين، في سبيل شراكة حقيقية تنعش الاقتصاد وتوفر فرص عمل.
كما عرض الوزير السابق شقير أهمية انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت، وأكد رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية مشاركة كثيفة من رجال الأعمال اللبنانيين في دول الانتشار.
وفي السياق نفسه، عرض الرئيس عون الأوضاع الاقتصادية مع الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي روجيه نسناس، حيث جرى التداول بالخطوات اللازمة لإعادة النهوض الاقتصادي.
من جهة أخرى، استقبل الرئيس عون رئيس منظمة فرسان مالطا مروان صحناوي، يرافقه وفد من آل عزيز المتحدرين من جزين والمقيمين في المكسيك، حيث أطلعوه على المساعدات التي تقدمها العائلة ومنظمة فرسان مالطا لمنطقة جزين والجنوب، والتي ستستمر خلال المرحلة المقبلة ضمن برنامج يشمل كل المناطق اللبنانية.
وفي سياق الاغتراب أيضًا، استقبل الرئيس عون مفتي الجاليات اللبنانية في أفريقيا وممثل دار الفتوى في غرب أفريقيا الشيخ الدكتور محمد أحمد العوض، الذي عرض أوضاع اللبنانيين في عدد من الدول الأفريقية، مشيدًا بجهود الرئيس في حماية لبنان وكرامة شعبه في الداخل والخارج.
وقدم الشيخ العوض مجموعة مطالب تعكس هموم واحتياجات اللبنانيين في أفريقيا، أبرزها: تعزيز حضور الدولة عبر تفعيل دور السفارات والقنصليات، حماية المغتربين قانونيًا واقتصاديًا، فتح سفارة للسنغال في لبنان لما لذلك من أهمية للعلاقات الثنائية، وإطلاق مبادرات وطنية تشجّع على الاستثمار الاغترابي من خلال ضمانات قانونية واضحة.
كما طالب العوض بحلّ عادل لقضية الودائع المالية للمغتربين المحتجزة في المصارف اللبنانية، وإعادة الثقة بالقطاع المصرفي، إضافة إلى تخفيف الرسوم المرتفعة على معاملات الجالية في السفارات.
وأكد أن الجاليات اللبنانية في أفريقيا “تعوّل على قيادتكم الوطنية في إيصال صوتنا، ونحن إلى جانب الدولة ومؤسساتها في هذه المرحلة الدقيقة”.
وفي ختام اليوم، وقع الرئيس عون المرسوم رقم 823 تاريخ 5 آب 2025، القاضي بإجراء تشكيلات ومناقلات قضائية، وقد وقع المرسوم إلى جانب رئيس الجمهورية، كل من رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، ووزراء العدل عادل نصار، المالية ياسين جابر، والدفاع الوطني اللواء ميشال منسى.
