خاص الهديل…
في الوقت الذي تعصف فيه الأزمات بقطاع غزة، ويشتد الحصار على أكثر من مليوني إنسان، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً إنسانياً فريداً في الدعم والإغاثة، مؤكدة أن القيم الإنسانية لا تُترجم بالشعارات، بل بالفعل والعمل على الأرض.
فمنذ اللحظة الأولى لتفاقم الأزمة، سارعت الإمارات -مشكورة- إلى إطلاق واحدة من أضخم المبادرات الإنسانية العربية لدعم غزة. فبخطوات حاسمة وتوجيهات مباشرة من قيادتها، تحركت قوافل الخير من كل اتجاه، لتصل إلى القطاع عبر الجو والبر والبحر، في رسالة واضحة بأن التضامن الإنساني لا يعرف الحواجز ولا القيود.
أطلقت الإمارات “عملية الفارس الشهم 3” و”طيور الخير”، لتؤكد للعالم أن الواجب الإنساني لا يحتمل الانتظار.
هذه المبادرات لم تقتصر على سد الجوع أو تضميد الجراح فحسب، بل حملت رسالة أبعد مدى: الصمود في الأرض والتمسك بالحق. ففي مواجهة سياسة التجويع التي تُمارس كأداة للتهجير القسري، جاءت المساعدات الإماراتية لتكسر الحصار وتُعيد الأمل، فتكون كالمطر على الأرض العطشى، تمنح أهل غزة القوة للاستمرار والبقاء.
ووفقاً لتقارير أممية، شكلت المساعدات الإماراتية نحو 44% من إجمالي المساعدات الدولية لغزة. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل شهادة على التزام الإمارات المتواصل تجاه الشعب الفلسطيني، في وقت فقد فيه كثيرون القدرة حتى على إصدار بيان تضامني.
ورغم هذا العطاء الإنساني غير المسبوق، لم تسلم الإمارات من حملات تحريض وتشويه تهدف للنيل من صورتها ودورها. هذه الحملات، التي لا تملك سوى الشعارات والضجيج، تتجاهل الحقائق الماثلة على الأرض: آلاف الأطنان من الغذاء والدواء، مئات الجرحى الذين عولجوا في المستشفيات الإماراتية، مبادرات الإيواء والكفالة، كلها تؤكد أن الإمارات حاضرة بالفعل لا بالقول، وبالعمل لا بالمزايدات.
إن كل صوت يحاول التقليل من هذه الجهود، إنما يكشف إفلاسه الأخلاقي والسياسي أمام موقف إنساني مشرف أصبح مضرب المثل عالمياً.
لم تتحرك الإمارات بدافع سياسي أو غرض دعائي، بل انطلقت من التزام أخلاقي راسخ، ومن قيم أصيلة تجعل من العمل الإنساني أولوية فوق كل اعتبار. خطواتها في غزة امتداد لسجل طويل من المبادرات التي شملت مختلف بقاع العالم، ما جعلها في طليعة الدول الأكثر تأثيراً في مجال الإغاثة الدولية.
اليوم، وبينما يشتد الحصار وتتفاقم المأساة، تثبت الإمارات أن اليد التي تبني السلام هي ذاتها اليد التي تمسح دموع الجوعى وتضمد جراح المكلومين. وفي زمنٍ تتلاشى فيه المواقف، تبقى الإمارات ثابتة على مبدأ واحد: لا تتركوا غزة وحدها.

