الهديل

خاص الهديل: ماذا قال لاريجاني في بيروت!؟؟

خاص الهديل ..

بقلم: ناصر شرارة

هناك عدة معطيات يجب من خلالها رؤية وقراءة زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي علي لاريجاني إلى لبنان؛ أولها أن القيادة الإيرانية بعد حرب الأيام الـ١٢ مع أميركا وإسرائيل قررت إجراء مراجعة استراتيجية لكل المرحلة التي أعقبت بدء حرب طوفان الأقصى منذ ٧ أكتوبر العام ٢٠٢٣ ..

 

وخلال هذه المراجعة تم استنتاج عِبر سياسية وتم إعادة هيكلة مؤسسات ذات صلة بالعمل الأمني والسياسي الخارجي والإقليمي، وأيضاً تم وضع خطة تحرك إيراني على المستوى العالمي والإقليمي وباتجاه الدول التي لها علاقة عضوية بإيران مثل العراق ولبنان.

 

في الواقع إن زيارة الرئيس الإيراني بزشكيان قبل أيام إلى باكستان وزيارة وزير الخارجية عدنان عرقجي إلى روسيا وزيارتي لاريجاني إلى كل من العراق ولبنان، تندرج – هذه الزيارات – تحت عنوان بدء تنفيذ الخطة الجديدة للتحرك الإيراني على المستويين الإقليمي والدولي وذلك لمواجهة تحدي احتمال عودة التفاوض مع واشنطن على البرنامج النووي أو عودة الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على خلفية استمرار الصراع على مصير البرنامج النووي الإيراني وترسانة الصواريخ البالستية.

 

المعطى الثاني الذي يجب النظر من خلاله لزيارة لاريجاني يتعلق بسؤال ليس هناك إجابة واضحة عنه بل ملامح إجابة يمكن تلمسها من خلال كلام لاريجاني في العراق وبيروت وكلام كل من بزشكيان وعرقجي في باكستان وموسكو.

 

ماذا قال لاريجاني في بيروت؟..

 

قال ثلاثة أمور:

 

الأول أن المواجهة هي مع الولايات المتحدة الأميركية التي تشارك بها إسرائيل وليس العكس. وهذا يعني أن طهران تعتبر أن ميدان الحرب أممي ودولي وإقليمي ويمكن أن ينتهي بحالة واحدة، وهي تسوية مع واشنطن ووقف الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية وليس وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب.

 

الأمر الثاني الذي قاله لاريجاني هو أن ترامب خدع إيران؛ حيث شن عليها حرباً مفاجئة بعد أن كان دعاها لتفاوض علني!!. وعليه يمكن الاستنتاج أن الاستراتيجية الجديدة الإيرانية التي تم استخلاصها من عبر حرب الأيام الـ١٢، توصي بعدم الوثوق بإمكانية إنتاج مسار تسوية مع ترامب، وترى بأن هذا المسار قد يكون ممكناً فقط بعد حرب تثبت فيها طهران لواشنطن أن كسرها دونه ثمن كبير جداً ستدفعه كل المنطقة ومصالح أميركا فيها.

 

الأمر الثالث الذي قاله لاريجاني في بيروت هو ما سوف يبقى سراً بينه وبين الرئيس نبيه بري اللذين التقيا وناقشا عناوين القلق؛ وبمقدمها عنوان الشيعة في لبنان والمستقبل!!

 

المعطى الثالث بخصوص إيران وما يمكن تسميته باستراتيجيتها الجديدة المستوحاة من عِبر حروب المنطقة الأخيرة؛ يمكن تلمسه من خلال الاحتمالات التي طرحتها زيارة عرقجي لموسكو، حيث تم خلالها نقاش احتمال عودة التفاوض الإيراني الأميركي بزخم ودفع روسيين؛ والترجمة العملية لهذا الكلام يعني أن ملف تنشيط التفاوض الأميركي الإيراني سيتم طرحه خلال لقاء الاسكا بين ترامب وبوتين المفترض أن يعاود فتح صفحة التعاون بين هذين الصديقين اللذين تخاصما في الأسابيع الأخيرة.

 

إذا مضت أول دقيقتين من لقائهما، وشعر خلالهما ترامب بأن بوتين يريد مخلصاً المساومة والصفقة؛ فحينها يمكن التقدم بالحديث بينهما نحو البحث عن انفراج على جبهة أوكرانيا الأوروبية وربما على جبهات إيران وسورية ولبنان الآسيوية.. أما إذا فشل بوتين وترامب في إعادة الثقة لماضي الصداقة بينهما خلال أول دقيقتين من لقائهما؛ فإن مجمل الرهان على احتمال أن يكون هناك دور لموسكو في الملفين الإيراني والسوري سيصبح حطاماً.

لبنان موجود في سباق رهانات مع ما يمكن أن يحدث من تطورات خارجية تنهي أزمته الداخلية الراهنة؛ وكل ما يمكن فعله داخلياً في هذه المرحلة هو شراء “كسرة الوقت” المتبقية، وهي ضيقة جداً جداً!!

Exit mobile version