الهديل

خاص الهديل: رسالتان طيرهما لاريجاني لإسرائيل!!

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

هناك حاجة لإعادة ترتيب الأحداث التي يشهدها لبنان حتى يمكن ترتيب أوراق اللعبة بغية إبقائها تحت السيطرة ولو نظرياً بأضعف أمل.

قبل أيام من وصول أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان وقبل ذلك بساعات زيارته إلى العراق، كان هناك مقابلة لافتة وهامة لبنيامين نتنياهو لموقع “آي ٢٤” العبري قال فيها أن إيران لا يزال لديها ٤٠٠ كلغ من اليورانيوم المخصب؛ وهذه الكمية لم تصب بأذى؛ وعليه – أضاف نتنياهو – فإنه سيقوم بتدميرها. 

في هذه المقابلة أعلن نتنياهو أيضاً تمسكه بإقامة إسرائيل الكبرى؛ ولكن الخبر الأساس في هذه المقابلة هو أن نتنياهو يتراجع عن ما كان أعلنه مع ترامب بخصوص أن الضربة الأميركية لإيران نزعت منها قدرتها النووية؛ بدليل أنه أعلن أن كمية ال٤٠٠ كلغ المخصبة لا تزال بحوزة إيران وأنه يعتزم الذهاب لجولة حرب جديدة مع إيران من أجل تدمير هذه الكمية. 

واضح أن تنقلات لاريجاني بصفته الرجل الأمني الأول في إيران بين العراق ولبنان، تريد إرسال رسالة لإسرائيل مفادها أنه ليس فقط لا يزال لدى إيران ٤٠٠ كلغ يورانيوم مخصب، بل لا يزال لديها كمية لا بأس بها من قوة أذرعها الإقليمية التي يمكنها استخدامها للرد على أي حرب إسرائيلية جديدة ضدها.

يلاحظ أن إيران لم ترد على ما قاله نتنياهو في مقابلته في”آي ٢٤” حول موضوع ال٤٠٠ كلغ المخصب؛ وهذا السكوت هو بشكل غير مباشر يؤكد أن إيران بعد دراستها لخلاصات حرب ال١٢ يوماً؛ قررت اتباع استراتيجية الغموض النووي، بحيث تبقي قدراتها النووية قيد الكتمان والتكهنات عند العدو والميل للإيحاء بأنها موجودة؛ وإلى جانب هذه النقطة المستخلصة يبدو واضحاً أيضاً أن هناك نقطة أساسية ثانية استخلصتها طهران من مراجعتها لنتائج حرب الأيام ال١٢؛ مفادها أنه يجب توجيه رسالة لإسرائيل تفيد بأنه ليس فقط لم يتم تدمير ال٤٠٠ كلغ من اليورانيوم المخصب، بل أيضاً لم يتم شل أذرع حلفائها في المشرق العربي وتحديداً في العراق ولبنان؛ وزيارة لاريجاني للعراق ولبنان تريد التأكيد على هذا التوجه داخل استراتيجية إيران المعتمدة في مرحلة ما بعد حرب ال١٢ يوماً.

.. ولكن هناك خلاصات أخرى استنتجتها إيران ومنها الاعتماد على دور لبوتين في منح فرصة للعودة لطاولة التفاوض مع واشنطن حول الملف النووي، وذلك انطلاقاً من نقطة السماح لإيران بالتخصيب في إيران بدرجة ٣.٧ بالمئة؛ وأيضاً انطلاقاً من نقطة أن تكون روسيا هي المخزن الذي تضع به طهران اليورانيوم خاصتها، الخ.. 

وهذه الخلاصة حول دور لبوتين بين طهران وواشنطن وحول عودة المفاوضات الأميركية الإيرانية بزخم روسي؛ ينقل في الواقع ملف الوضع اللبناني ليكون موجوداً بشكل غير مباشر على طاولة ألاسكا بين فريقي التفاوض الأميركي والروسي؛ بمعنى أن لبنان سيكون موجوداً في ألاسكا بصفته متأثراً لحد بعيد بنتائج ما سيتفق عليه بوتين وترامب حول إيران وحول إعادة التفاوض على البرنامج النووي الإيراني ودور طهران الإقليمي، الخ…..

وهكذا يكون على لبنان أن ينتظر ألاسكا؛ وربما إذا استعصى الحل في جولة ألاسكا الراهنة، سيكون عليه انتظار جولات أخرى وربما سينتظر نتائج حرب قد تندلع فجأة بين إسرائيل وإيران!؟.

Exit mobile version