عقدت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد مؤتمرًا صحافيًا في مبنى الوزارة، استعرضت خلاله أبرز الخطوات العملية لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان، معتبرة أن هذا الملف لم يعد شأنًا قطاعيًا محدودًا، بل يشكّل “ركيزة أساسية في الرؤية الوطنية لبناء شبكة حماية اجتماعية شاملة ترتكز على العدالة والمساواة وصون الكرامة الإنسانية”.
وأعلنت السيد أن الوزارة، بالشراكة مع “الإسكوا” وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالتعاون مع الوزارات المعنية، تعمل على وضع استراتيجية وطنية شاملة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تُترجم التزامات لبنان بعد توقيعه على الاتفاقية الدولية ذات الصلة في نيسان الماضي.
وأكدت على إعادة تفعيل الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين من خلال إجراء انتخابات في كانون الثاني المقبل، بعد توقف دام أكثر من ست سنوات، “ما يعيد للأشخاص ذوي الإعاقة حقهم الطبيعي في المراقبة والمشاركة الفعلية في رسم السياسات العامة”.
ومن أبرز ما كشفت عنه الوزيرة السيد، هو أن برنامج البدل النقدي (NDA) المموّل سابقًا من الاتحاد الأوروبي والمملكة الهولندية بالشراكة مع اليونيسف ومنظمة العمل الدولية، أصبح الآن ممولًا بالكامل من موازنة الدولة اللبنانية، معتبرة ذلك “إنجازًا نوعيًا يؤكد تحمّل الحكومة لمسؤولياتها المباشرة تجاه مواطنيها”.
كما أشارت إلى أن البرنامج سيبدأ بالتوسّع اعتبارًا من أيلول المقبل ليشمل كبار السن من مواليد 1960 وما قبل، ليتجاوز عدد المستفيدين 30 ألف شخص، داعية المواطنين إلى التواصل مع مركز الاتصالات على الرقم 04727470 لتقديم الاستفسارات وضمان الشفافية.
وتطرّقت الوزيرة إلى ملف المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، مؤكدة أن الوزارة بدأت التواصل مع الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقات جراء الانفجار، لإصدار بطاقات معوق شخصية تمكّنهم من الحصول على الخدمات اللازمة.
وفي سياق الدمج الاقتصادي، أكدت السيد التزام الوزارة بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل مع القطاع الخاص على تعزيز دمجهم في سوق العمل من خلال برامج التدريب والتوظيف، إلى جانب أهمية التعليم الدامج والتدخل المبكر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وختمت الوزيرة السيد المؤتمر بشكر الشركاء الدوليين، لا سيما “اليونيسف”، “الإسكوا”، “منظمة العمل الدولية”، و”UNFPA”، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية والمؤسسات المتعاقدة مع الوزارة، مشددة على أن “الاستثمار في الإنسان هو أساس أي تنمية حقيقية”.
وحضر المؤتمر ممثلون عن الجهات الشريكة والمانحة، وعدد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الرعائية، إلى جانب مسؤولي الوزارة وممثلي وسائل الإعلام.
