خاص الهديل….

خمسة أيام مرّت على دفع فواتير الإنترنت لشركة أوجيرو، والخدمة بعدها ما تزال مقطوعة! المواطن يدفع، لكن ما الذي يأخذه بالمقابل؟ سؤال يطرحه الآلاف من اللبنانيين يومياً، بعدما تعطّلت مصالح الناس وأعمالهم في زمنٍ أصبحت فيه شبكة الإنترنت شريان الحياة.
المفارقة أنّ اللبنانيين باتوا يترحّمون على أيام الإدارة السابقة برئاسة المدير العام السابق عماد كريديه، حيث كانت الخدمة أوضح وأسرع وأكثر استقراراً. اليوم، مع الإدارة الحالية برئاسة أحمد عويدات، تتفاقم الشكاوى ويزداد الغضب، والناس تشعر أنّ المؤسسة لم تعد تؤدي الدور المطلوب منها.
الأرقام والنتائج القطاعية في السنوات السابقة، كما يظهر من تقارير الأداء، عكست قدرة الإدارة السابقة على مواجهة الأزمات وتحقيق نسب توافر للشبكة تجاوزت 98% رغم الانهيار الكهربائي، مع تحسين الكفاءة وتخفيض الكلفة، علماً أن هذه المؤشرات لم تكن شعارات بل حقائق عاشها المواطن في سرعة الإنترنت وثبات الخدمة.
أما اليوم، فالواقع مختلف: انقطاع متكرر، خدمات بطيئة، ومصالح مشلولة. كل ذلك يدفعنا إلى القول إن الوقت قد حان لمحاسبة جديّة ومراجعة لأداء الإدارة الحالية، لأن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من العجز.
وما يزيد الطين بلّة، أنّ معالي وزير الاتصالات شارل الحاج يبدو منشغلاً هذه الأيام بالتخطيط لمعاشات موظفي شركات الاتصالات، وكأنها أولويته القصوى، في وقتٍ يقال إنّ هناك “ظرفاً تعسفياً” يُحضَّر، لا سيّما بعد التوفير المزعوم بنسبة 1%، الذي يُخشى أن يكون مدخلاً لعقود إدارة جديدة ومجالس إدارة مُكرَّسة للمحاصصة، وما خفي كان أعظم. وسنعود إلى هذه التفاصيل لاحقاً بالأسماء والمعطيات.
ولعل أبسط ما يمكن قوله اليوم، إن صرخات المواطن تعلو لتقول: نريد خدمة تليق بثمن ما ندفعه. فالحنين إلى أيام عماد كريديه لم يأتِ من فراغ، بل من تجربة حقيقية لامس فيها الناس أنّ أوجيرو تستطيع أن تكون واجهة مضيئة للبلد حين تكون الإدارة في موقع المسؤولية الفعلية.

