لا أعلم كيف أبدأ رسالتي هذه، ولا كيف أنهيها…
فمن أكتب لها، هي روح الروح، وقلب القلب، وكل الحب والحنان والحياة — ابنتي دانا.
كيف أرثيكِ يا حبيبة قلبي، وقد فارقتِ الحياة في ريعان شبابك؟
كيف أبكيكِ، ونبض قلبي يدمع مع عيوني، ويكاد يختنق من ألم فراقك؟
ومن قال إن البرد لا يحرق؟
لقد قبلت وجنتيكِ وأنا أحملكِ بين ذراعي، وقد فارقتكِ المنية، فتحولت برودة جسدك إلى نار تحرق قلبي وكياني.
“بابا يا بابا”، يا حبيبة قلبي يا دانا…
كلمة سأشتاق أن تناديني بها، كم كانت ساحرة في حياتك، وكم هي قاسية موجعة بعد رحيلك.
بابا، حبيبتي يا دانا…
اعذريني، سامحيني، لأنني لم أستطع إنقاذك من مرضك، ولم أتمكن من تخفيف آلامك.
اعذريني يا بابا، لأنك اليوم تحت الثرى، وأنا ما زلت فوق الأرض.
وكم أتمنى، من أعماق قلبي، أن أكون بجوارك… اليوم قبل الغد.
اللهم لا اعتراض على مشيئتك ولا على قدرك…
لقد تركتها أمانة بين يديك، فارحمها برحمتك الواسعة، وأدخلها جنتك، وعوضها عن الدنيا بحياة أبدية أفضل.
ما أصعب الفراق، فكيف إن كان الفقيد فلذة كبدي؟
دانا لم تكن مجرد ابنتي، بل كانت رفيقتي، وصديقتي، وحبيبتي.
كانت تواسيني لأنني لم أنجب لها أخاً أسميه عمر، كما كنت أحلم.
وكانت تقول لي دائماً: “إن شاء الله، عندما أتزوج، سأسمي ابني عمر، وسأكون ‘أم عمر’… فلا تحزن يا بابا.”
هكذا كانت دانا… الحنونة، الذكية، الصديقة الصادقة.
دانا، حبيبتي، يا بابا…
لا أعرف ماذا أكتب، ولكنني أكتب…
المهم، أن يجمعني الله بكِ قريباً، فالدنيا لم تعد جميلة، ولا طعم لها من دونك.
أنا اليوم جسد بلا روح…
الله يرحمك يا بابا، ويتغمد روحك الجنة،
وإلى لقاء قريب — بإذن الله.
حبيبة قلبي، يا عمري، يا روح الروح…
الله يرحمك.

