خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة
كل المشكلة في المنطقة تتلخص اليوم بأمن إسرائيل الذي باتت إسرائيل تطرحه على العالم وفق صيغة السؤال التالي: كيف يتم ضمان عدم تكرار عملية ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣؟؟.
ولا تنتظر إسرائيل أن يجيبها العالم على هذا السؤال، بل هي تستبق الجميع وتقدم إجابتها عنه انطلاقاً من مبدأ أن أهل البيت أدرى بشؤونه!!.
والواقع أن هذه الإجابة التي تقدمها إسرائيل عن ما بات يعرف “بسؤال ٧ أكتوبر”؛ يقوم على فكرة أساسية وهي أن إسرائيل أصبحت بعد ما تسميه المحرقة الثانية التي أصابتها؛ تملك كل الحق بأن تقوم بتدمير أي هدف في أي دولة في المنطقة تعتقد أنه يشكل أو سيشكل خطراً على أمنها!!.
والواقع أن إسرائيل باشرت بتنفيذ هذه الاستراتيجية بشكل مباشر في لبنان وسورية واليمن وغزة والضفة، وأيضاً هي تقوم بخطوات غير مباشرة لتنفيذها على مستوى الشرق الأوسط عن طريق بناء تحالفات عسكرية ورسم خطط تسليحية وهجومية تمكنها من ممارسة هيمنة على كل دول المنطقة وعلى الأخص الدول المحتملة أن تشكل خطراً على إسرائيل كتركيا وباكستان إضافة لإيران.
وقبل أيام صدرت دراسة استخباراتية تركية تضمنت الخلاصات الاستراتيجية التي استنتجتها دول المنطقة من حرب الأيام ال١٢ بين إسرائيل وإيران. وأبرز استنتاجات هذه الدراسة تقول أمرين إثنين باتت تأخذهما دول المنطقة الأساسية بعين الاعتبار:
الاستنتاج الأول يفيد بأنه لم يعد بإمكان أي دولة الاعتقاد بأنها بمنأى عن تعرضها لعدوان عسكري؛ بدليل الهجوم الإسرائيلي على إيران وبدليل أن المسيرات الأوكرانية نجحت في إصابة موسكو بأضرار كبيرة.
الاستنتاج الثاني أكد أهمية أن سلاح الجو يؤدي دوراً حاسماً في نقل الحرب إلى أرض العدو؛ وعليه يجب لحظ هذا العامل وكسر تفوق إسرائيل في هذا المجال.
وإلى هذه الدراسة التركية، يوجد أيضاً تقرير للمعهد الأمني الإسرائيلي يتحدث عن أن هناك رحلة جديدة من سباق التسلح لامتلاك أسلحة الجيل الخامس دخلتها المنطقة؛ وهي مرحلة ستؤثر على الاقتصاد وعلى التنمية وستجعل الشرق الأوسط تاجر سلاح ومستهلك سلاح.
وكل ما تقدم يفيد بأن خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط دفعت دول المنطقة للتحفز وترك سياسة الطمأنينة لمصلحة انتهاج سياسات التمترس وراء بناء خطط عسكرية وترسانات أسلحة تدافع بها عن نفسها. وعليه فإن الشرق الأوسط ذاهب لعقد من اللااستقرار والحروب المفاجئة.

