الهديل….
لطالما كانت شركة طيران الشرق الأوسط الرمز اللبناني في السماء العالمية، ودرع الوطن في السفر والتنقل، ولم تتوانَ يوماً عن خدمة مواطنيها في أشد الظروف. وأحداث الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان خير شاهد؛ ففي حين أوقفت معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى بيروت، بقيت “الميدل إيست” الجناح الطائر الذي لم يتخلَّ عن اللبنانيين، ناقلاً إياهم من وإلى وطنهم بأمان.
وقد أشار فخامة الرئيس جوزاف عون، حين كان قائداً للجيش، إلى شجاعة وإخلاص المدير العام للشركة السيد محمد الحوت، موصوفاً إياه بالمغوار، لما قدمه من جهد متواصل أثناء العدوان على لبنان، من خلال تأمين حركة الطيران وتسهيل نقل الركاب رغم الظروف الصعبة.
واليوم، تطل بعض الأصوات المشككة لتوزّع اتهاماتها على الشركة وإدارتها، متجاهلة الحقائق التي يعرفها القاصي والداني. فالأزمة الأخيرة لم تكن وليدة إدارة الشركة، بل أزمة عالمية طالت محركات شركة “برات & ويتني” وأدت إلى خروج طائرات حديثة عن الخدمة في مختلف القارات. ومع ذلك، لم تتقاعس “الميدل إيست” عن واجبها، بل واجهت الموقف بحكمة عبر استئجار طائرات بديلة رغم صعوبة الظروف العالمية، لتبقى على عهدها في خدمة الركاب وعدم تعطيل رحلاتهم.
إن النجاحات التي حققتها الشركة لم تأتِ من فراغ، بل من إدارة رشيدة قادها الأستاذ محمد الحوت بحنكة، جعلت منها شركة يُضرب بها المثل في المنطقة والعالم. وعليه، فإن ما يُثار من اتهامات بين الحين والآخر ليس سوى محاولات للتشويش على قصة نجاح يعرفها الجميع.
أليس من طبيعة الشركات الناجحة أن تحقق أرباحاً تُستثمر في تطوير أسطولها وخدماتها؟ أليست هذه الأرباح هي التي مكّنت “الميدل إيست” من مواكبة أحدث طائرات العالم وتقديم أفضل مستويات السلامة؟ كفى عبثاً، وكفى انتقادات جوفاء لقصص أثبت الزمن نجاحها. فالشركة التي صمدت في الحرب وأدارت أزمتها الأخيرة بجدارة، ستبقى علامة مضيئة وواجهة مشرّفة للبنان في السماء.
أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية في بيان أنّها تأثرت خلال موسم صيف 2025 بالأزمة العالمية المتعلقة بمحركات شركة Pratt & Whitney التي تشغل طائرات إيرباص A321neo، مما أدى إلى توقف ثلاث طائرات حديثة من هذا الطراز عن الخدمة ضمن أسطولها. في الوقت الذي أثرت فيه هذه الأزمة على العديد من الشركات الطيران العالمية، حيث توقفت أكثر من 500 طائرة عن الخدمة حول العالم.
وأشارت إلى ان توقف هذه الطائرات جاء بشكلٍ مفاجىء ومبكر خلال صيف 2025 خلافاً للتوقعات والخطط الموضوعة للصيانة من قبل الشركة المصنعة للمحركات لانتهاء صلاحيتها والتي كانت متوقعة خلال عام 2026، دون أن يؤثر ذلك في أية لحظة على سلامة الطيران.
وتابع البيان: في ظل هذا الواقع، وجدت الشركة نفسها أمام عدة خيارات: إما إلغاء بعض الرحلات وإعادة أثمان التذاكر للمسافرين مع ما لذلك من إنعكاسات سلبية كبيرة على خطط سفر الركاب، أو تحويل الركاب إلى شركات طيران أخرى، وهو خيار غير ممكن بسبب عدم توفر المقاعد الكافية في السوق خلال موسم الذروة.
وأضافت الشركة انه انطلاقاً من التزامها بتأمين نقل ركابها بصورة آمنة خلال أصعب الظروف ، كان قرار استئجار 3 طائرات مع أطقمها وإعادة جدولة رحلاتها. تم استئجار هذه الطائرات من شركة ليتوانية، وهي مسجلة في أوروبا وتخضع لمعايير الهيئة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA).
ومن المعروف أن الطائرات المعروضة للاستئجار في الأسواق العالمية تتضمن مقاعد في الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الاعمال الاوروبية، ولا تتوفر فيها درجة رجال الأعمال مماثلة لتلك المتوفرة على متن طائرات شركة طيران الشرق الأوسط.
ولفتت الشركة إلى انه خلافاً للتضخيم الوارد على بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول إنعكاسات أزمة المحركات على نشاط الشركة ، تشير الأرقام أنه خلال شهر آب 2025 سيرت الشركة، 1,301 رحلة نقلت على متنها حوالى 337000 راكباً، منها 111 رحلة على الطائرات المستأجرة أي ما يوازي8,53% من مجموع رحلاتها. أما ركاب درجة رجال الأعمال الذين تأثروا بفرق درجة رجال الاعمال الاوروبية فقد بلغ عددهم 2237 راكباً من أصل 46000 راكباً أي ما نسبته أقل من 5% من مجموع عدد ركاب درجة رجال الاعمال.
إضافة الى استفادة هؤلاء الركاب من تسهيلات درجة رجال الأعمال على الأرض، بما في ذلك خدمة الصالونات في بيروت والخارج وخدمات الأمتعة، وإدراكاً منها لعدم موازاة تجربة درجة رجال الأعمال المماثلة لتلك التي تقدمها الشركة عادةً على طائراتها، تقرر منح ركاب درجة رجال الأعمال الأوروبية على هذه الطائرات أميالاً إضافية لكل مقطع رحلة على الشكل التالي:
20,000 ميل للمسافرين إلى أوروبا
15,000 ميل للمسافرين إلى دول الخليج
11,250 ميل للمسافرين إلى إسطنبول، بغداد و إربيل و يريفان
8,750 ميل للمسافرين إلى القاهرة، لارنكا و عمان
وتوجهت الشركة بجزيل الشكر لمسافريها على ثقتهم وتفهمهم خلال هذه المرحلة، مؤكدة التزامها الدائم بخدمتهم وتقديم أفضل مستويات الجودة و السلامة رغم التحديات العالمية الخارجة عن إرادتها
