ألقى النائب وليد البعريني كلمة أكد فيها دور البطريرك الماروني الوطني والمصيري في الحفاظ على لبنان، مشددًا على أهمية أن يتوحد جميع اللبنانيين حول مشروع الدولة الذي يشكل ضمانة للجميع. وتزامنت الزيارة مع مناسبة عيد المولد النبوي الشريف، ما يعكس أهمية رسالة العيش المشترك باعتبارها الركيزة الأساسية للوطن، مشيرًا إلى أن محافظة عكار تظل النموذج الأفضل لهذا العيش رغم التحديات التي تواجهها، بما في ذلك حرمانها من أبسط مقومات الصمود أمام الصعوبات.
كما تناول البعريني قضية الضباط الذين تم إلغاء دورتهم بعد أن أدوا مهامهم لأكثر من عام، حيث تم الاتفاق مع البطريرك الراعي على الظلم الذي لحق بهم. وأكد البعريني أن هؤلاء الضباط لا يستحقون تجريدهم من رتبهم التي استحقوها عن جدارة.
وعقب الاستماع إلى مداخلات عدد من رؤساء البلديات الذين نقلوا تقديرهم لمواقف البطريرك الراعي، عبر البطريرك عن محبته لعكار وأبنائها، مشيرًا إلى أنها تجسد نموذجًا للعيش المشترك رغم الإهمال الإنمائي من الدولة. وقال الراعي: “شكراً لمحبتكم التي عبرتم عنها بزيارتكم هذا الصرح، الذي كما قال النائب البعريني هو بيت كل لبناني”، مؤكدًا أن الوضع في لبنان حساس للغاية، وأن البلاد بحاجة ماسة إلى أشخاص يحبون لبنان كما يحب أهل عكار وطنهم.
وأضاف الراعي: “عكار بحاجة أن تلتفت الدولة إليها، ولا ينبغي أن تُحرم بحجة إعادة إعمار الجنوب. يجب أن يكون لعكار موازنتها الخاصة بعيدًا عن هذا الإطار”. وتابع: “نحن جميعًا نطمح إلى وحدة السلاح وسيادة لبنان، وعندما نتحدث عن سيادة لبنان لا يمكننا إغفال قضية الوجود الإسرائيلي في الجنوب”.
وأكد البطريرك أن الوضع في لبنان دقيق جدًا، قائلاً: “نأمل أن يتم التوصل إلى تفاهم بين جميع الأطراف وأن نتجاوز نقاط الخلاف، لأن لبنان لا يتحمل المزيد من الانقسامات”. وأضاف: “لا يجب أن يكون هناك غالب ومغلوب، بل يجب أن نكون جميعًا يدًا واحدة من أجل مصلحة لبنان”.
وفي ختام اللقاء، أعرب البطريرك عن تقديره للزيارة، مشيرًا إلى أن عكار ستكون دائمًا في قلبه وضميره. وأكد على أهمية أن تلتفت الدولة إلى عكار بعين من الاهتمام والرعاية، متمنيًا مستقبلاً أفضل للبنان.
البعريني: رسالة العيش المشترك ودعم للبطريرك
من جانبه، صرح النائب وليد البعريني عقب اللقاء بأن الزيارة إلى البطريرك الراعي تحمل أكثر من رسالة، أولها التأكيد على أهمية العيش المشترك الذي يعتبر ركيزة للوطن، مؤكدًا رفضه لأي خطاب يعزز الفتنة أو الكراهية. وأشار البعريني إلى أن اللقاء تزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، داعيًا إلى تطبيق القيم التي أرساها النبي في حياتنا اليومية من المحبة والتآخي.
وأضاف البعريني أن الزيارة تحمل أيضًا رسالة إجماع وطني من المسلمين والمسيحيين للانخراط في مشروع الدولة الذي انطلق مع قرارات الحكومة في 5 و7 آب، مؤكدًا دعمهم للبطريرك الماروني ومواقفه الوطنية الثابتة. ودعا إلى أن يكون الجميع يدًا واحدة لبناء الدولة دون استثناء أحد، مشددًا على أن الدولة هي ضمانة لكل اللبنانيين.
وتابع البعريني أنه نقل للبطريرك قضية 26 ضابطًا من أمن الدولة الذين تم إلغاء رتبهم، مؤكدًا أن هذا القرار يضر بعائلاتهم، متمنياً من فخامة رئيس الجمهورية التدخل للمحافظة على كرامتهم. وأضاف: “الاثنين المقبل سنطرح الموضوع مع رئيس الحكومة ونحمله الأمانة كي لا نرى دمعة في عيونهم وعائلاتهم”.
البطريرك يستقبل شخصيات سياسية ودينية
بعد اللقاء مع النائب البعريني، استقبل البطريرك الراعي عددًا من الشخصيات السياسية والدينية، حيث عرض مع النائب جميل عبود والسيد أديب أسعد الأوضاع العامة وأوضاع مدينة طرابلس والشمال. كما استقبل رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس وائل زمرلي، حيث تم بحث أوضاع مدن الفيحاء: طرابلس، الميناء، القلمون والبداوي. ومن بين الزوار أيضًا المختار ميشال جبران، الأستاذ نادي صياح، والسيدة ميراي بشارة كيروز، الذين زاروا البطريرك لتبادل الأراء ومناقشة القضايا المحلية.

