خاص الهديل…
![]()
لا يزال ملف الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل مطروحاً على الطاولة.
تطور قد لا يكون جديداً من حيث المضمون، إذ عرفناه وشاهدناه في لقاءات سابقة، لكنه هذه المرة يستحق التوقف عنده، وذلك بسبب توقيته والدلالات التي يحملها.
فبحسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، من المرتقب أن يجتمع هذا الأسبوع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذراع اليمنى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وذلك في إطار جهود للتوصل إلى تفاهمات أمنية بين الجانبين.
المصادر الإسرائيلية تؤكد هذه التفاصيل، وتشير أيضاً إلى أن هذا اللقاء – إذا انعقد – سيكون حلقة ضمن سلسلة لقاءات جرت سابقاً بين الرجلين في باريس وأماكن أخرى.
عرّاب هذه اللقاءات، كما بات واضحاً، هم الأميركيون. فالمبعوث الأميركي توماس باراك لعب الدور الأبرز في ترتيب هذه الاجتماعات، وسبق أن جمع الطرفين أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، بهدف دفعهما نحو صيغة اتفاق أمني أو على الأقل تفاهمات مرحلية.
وعليه فإن ما يجعل هذا التطور لافتاً هو توقيته. فإذا انعقد الاجتماع فعلاً خلال هذا الأسبوع، فهذا يعني أنه يسبق بأسابيع قليلة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب – الذي عاد بقوة إلى واجهة الوساطة – إلى تسجيل اختراق سياسي، قد يتمثل في إعلان تفاهم أمني أو إطار لاتفاق أكبر.
المؤشرات تدل على أن اللقاءات بين الطرفين تسير بوتيرة متصاعدة. فقبل أسابيع، جرى اجتماع في باريس ناقش خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري. كما أن الرئيس السوري أحمد الشرع لمّح قبل فترة قصيرة إلى أن دمشق تجري “محادثات متقدمة” مع الجانب الإسرائيلي، تشمل إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وربما اتخاذ خطوات لبناء الثقة تمهيداً لاتفاق سلام مستقبلي.
قد يكون الحديث عن اتفاق شامل بين سوريا وإسرائيل مبكراً جداً، لكن المؤكد أن واشنطن لديها رغبة كبيرة في الوصول إلى نتيجة ملموسة قريباً، وأن عجلة اللقاءات المتسارعة ليست مجرد صدفة، بل جزء من مسار سياسي يتم تحضيره بعناية.

