أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن منافع لبنان كثيرة، لكن للأسف لا يتم التنافس عليها من أجل الصالح العام بل غالبًا ما يتم ذلك للمصالح الخاصة، مشيرًا إلى أهمية الإنجازات التي حققتها الحكومة منذ نيلها الثقة إلى الآن. وقال: “أمامنا بعد مسيرة طويلة، لكن الأمور وضعت على السكة. هناك بالطبع صعوبات، إنما ما من أمر مستحيل، واطمئنكم بأن الإصلاح الإداري والاقتصادي مستمر، وبعد التعيينات القضائية والمالية، إضافة إلى التشكيلات الدبلوماسية، وإقرار عدد من القوانين، نأمل التوصل قريبًا إلى مشروع قانون الفجوة المالية الذي يساعد على حل أزمة أموال المودعين”.
وشدد الرئيس عون على أن “المؤشرات الاقتصادية إيجابية، والوضع الأمني جيد وليس كما يتناوله البعض بما يؤذي لبنان عن قصد أو عن غير قصد، مشددًا على أن هذا البعض هو ضد منطق الدولة، لكنه لن يعيق عملنا، فالقطار انطلق وممنوع الوقوف بوجهه”.
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدًا من هيئة الإسعاف الشعبي برئاسة السيد عماد عكاوي.
وفي مستهل اللقاء، تحدث عكاوي باسم الوفد فقال: “باسم إخواننا الأطباء، والمتطوعين في مراكز ومستوصفات هيئة الإسعاف الشعبي المتواجدة في معظم المناطق اللبنانية، يسرنا أن نلتقي فخامتكم، متمنين لكم كل التوفيق والنجاح في مهامكم الوطنية، والنهوض بلبنان من أزماته المتعددة، وتنفيذ خطاب القسم الذي كان له الأثر الطيب في نفوس جميع اللبنانيين”.
وأضاف: “إن هيئة الإسعاف الشعبي، مؤسسة إنسانية اجتماعية انطلقت منذ أكثر من خمسة وأربعين عامًا، بمبادرة كبيرة من فقيدنا الكبير الأخ كمال شاتيلا، حين رفع شعاره الشهير في مواجهة الحرب اللبنانية عام 1978 ‘ليكن التنافس على المنافع لخدمة الناس بدل التقاصف بالمدافع’، فانطلقت الهيئة من بيروت بعدد محدود من الأطباء والمتطوعين، لتنتشر في معظم المحافظات اللبنانية من العرقوب في الجنوب إلى عرسال والفاكهة في البقاع الشمالي، مرورًا بإقليم الخروب وطرابلس وعكار ووادي خالد”.
وختم بالقول: “فخامة الرئيس، إن تاريخكم شاهد على نظافة كفكم وحرصكم على محاربة الفساد والفاسدين وإطلاق قطار الإصلاح والإنقاذ، مؤكدين ثقتنا بنهجكم الكريم في إطلاق عهد جديد من النزاهة والشفافية والإصلاح”.
وقدم عكاوي إلى الرئيس عون ملفًا يتضمن بعضًا من إنجازات ونشاطات الهيئة وشهادات التقدير والأوسمة المحلية والعربية والدولية التي نالتها.
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، مشددًا على أن “قمة العطاء تكون عندما يبغي الإنسان تقديم خدمات لصالح أخيه في الإنسانية من دون مقابل”، مشيرًا إلى أن “العيش بكرامة يقتضي أن تتأمن الأمور الأساسية للمواطن بحيث لا يمد يده إلى الآخرين، وليس تكديس الثروات. من هنا فإن الهيئات التي قامت بالعمل الإنساني، وهي من متطوعين بأكثريتها، حققت إنجازات كبرى جديرة بكل التقدير والتهنئة، وقدّمت شهداء من بين متطوعيها، وهذا من أسمى درجات العطاء واللأنانية، وقدسيته تكمن في أنه نابع من قلب وعقل المتطوع، وهذا أيضًا مدعاة فخر للبنان بأبنائه”.
وقال: “من جهتنا، نحن نقوم بواجباتنا، والجيش منتشر في الجنوب، وأولاد الجنوب يعرفون هذا الأمر. وبإمكاناته المحدودة، يحقق الجيش إنجازات كبرى، ويقوم بتنفيذ خطته وسيواصل ذلك، وكل القوى الأمنية تقوم بواجباتها. ونتوقع أن نلحظ دفعًا قضائيًا جديدًا عقب استلام المدعين العامين مهامهم إثر انتهاء العطلة القضائية، منتصف هذا الشهر. ذلك أن الأمن والقضاء يسيران معًا”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى “الانفتاح على لبنان من قبل الدول العربية والأجنبية”، مؤكدًا أن “حركة وفود هذه الدول بهدف مساعدة لبنان من خلال الاستثمارات ستظهر نتائجها مع الوقت”.
كما استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا النائب السابق السفير فريد الياس الخازن، حيث جرى عرض لعدد من المواضيع والتطورات الراهنة.


