خاص الهديل ….

كتب بسام عفيفي
توجد قطر بفعالية من عدة عقود على خارطة الفعل الدبلوماسي العالمي والإقليمي؛ وقد حقق هذا الحضور النوعي للدوحة ميزة أنها الدولة الصغيرة بمساحتها ولكنها الكبيرة بدورها العالمي؛ وبمضمونها الحضاري.
لا شك أن مضمون قطر كبلد ودورها كدولة يحرج إسرائيل التي تقوم على أساس مضمون معاكس تماماً لقيم النموذج القطري الإنساني والحضاري والسلمي.
.. ولعل هناك بلدان إثنان في المنطقة يشكلان إحراجاً للنموذج الإسرائيلي المتغول والعنصري والمدان بارتكاب الإبادة والنزوع للحروب والعنف؛ وهما لبنان كونه بلد تعايش الحضارات الدينية فيما إسرائيل هي كيان رافض للآخر لمجرد كونه عربي ومسلم؛ وقطر كونها بلد الرسالة السلمية وتعميم الاستقرار، فيما إسرائيل هي كيان الحرب وتعميم اللااستقرار في المنطقة.
غداً سوف يجتمع القادة المسلمون والعرب في الدوحة ليتضامنوا مع قطر التي طالما فتحت صدرها لتستقبل مناسبات التضامن مع قضايا العرب والمسلمين؛ وطالما جندت “أسطولها الدبلوماسي” الذي لا تغيب عنه الشمس كي تدافع عن قضايا المنطقة العادلة وعن حقوق المسلمين المحقة.
قطر بالفعل هي إمبراطورية السلام التي لا تغيب عنها الشمس؛ هي دولة بلا حدود؛ ذلك أن حدودها هي المبادرة التي تبحث عن الحلول للأزمات العالمية وتقدم الدواء لأمراض العالم الساخنة.
لقد شكل الاعتداء الغادر على قطر صدمة للمجتمع الدولي وذلك لعدة أسباب هامة:
أولاً- لأن هذا الاعتداء يرسل رسالة صريحة للمجتمع الدولي تقول أن التغول الإسرائيلي بات من دون كوابح وبات يشكل خطراً مستطيراً يوجب التحرك السريع لوقفه ولجمه وقمعه.
ثانياً- لأن الاعتداء على قطر يعني أن هناك جهة أو جهات في المنطقة والعالم لا تريد دور الإطفائي السلمي الذي تقوم به الدوحة؛ بل تريد للنار أن تستعر أكثر.
ثالثاً- لأن الدوحة هي إمبراطورية دبلوماسية وهي دولة السلام ومساحة للالتقاء التفاعلي الدولي الإعلامي والرياضي والثقافي؛ وعليه فإن من يمس قطر إنما يمس كل هذه المعاني التي يحتاجها العالم خاصة في مثل هذه اللحظات الدولية المتسمة بالجنون.
لن تتوقف قطر عن أداء رسالتها، وهذا بحد ذاته هو واحد من أبرز ردود قطر على الاعتداء الغادر الذي استهدفها؛ فقطر ستواصل مهمتها التي تسعى لوقف العدوان حول العالم وليس فقط في غزة الجريحة وفي الضفة الغربية المستهدفة، الخ..
غداً ستعقد في الدوحة قمة السلام لدعم ليس فقط قطر بل لدعم معنى السلم العالمي الذي تمثله الدوحة؛ ذلك أن دولة قطر هي بحق يوجد داخل مضمونها المعنوي كل مزايا أنها إمبراطورية الدبلوماسية الحضارية.

