خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
يتابع العالم وقائع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية؛ وبنفس الوقت يتابع العالم وقائع حرب إبادة الفلسطينيين فوق الأرض التي يفترض أنها ستقام عليها دولتهم..
وهذا بحق مشهد غير مسبوق بقدر ما هو غير مفهوم؛ فالاحتفال الدولي بالدعوة لإقامة الدولة الفلسطينية تتم في نفس الوقت مع سير العالم صامتاً في جنازة الفلسطيني المذبوح جراء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضده.
وهذا الواقع المعاش هو الذي دفع مراقبين كثر للقول أن حكومات العالم تعترف بالدولة الفلسطينية حتى تتجنب غضب شعوبها التي تطالبها بالتدخل فعلياً وليس بالبيانات لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطيني. وبمعنى آخر فإن هذا يعني أن العالم الحكومي الرسمي يقول للرأي العام الشعبي العالمي: أنا فعلت أقصى ما هو مطلوب مني؛ وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ وعليه سقطت عني المسؤولية وصرت بريئاً من تحمل مسؤولية دم هذا الصديق الفلسطيني!!
ورغم كل ما تقدم يظل الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية أمراً مهماً للغاية بغض النظر عن خلفيات الحكومات وعن ما إذا كان اعترافها سببه رغبتها بتجنب غضب شعوبها؛ ولكن يجدر التشدد هنا على فكرة أن هذا الاعتراف لن يعفي حكومات العالم من واجبها بالتدخل الفعلي من أجل إرغام إسرائيل على وقف الإبادة..
.. يوم غد سيعقد الرئيس الأميركي ترامب لقاء مع زعماء مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وأندونيسيا لبحث رؤيته لإنهاء حرب غزة.
وهناك جدل حول الخلفيات والأهداف الحقيقية التي جعلت ترامب يدعو لهذا اللقاء، ويوجد غير تفسير لأهداف ترامب، يقول أبرزها أنه سيحاول عبر هذا الاجتماع امتصاص النتائج السياسية على كل من إسرائيل وأميركا المتأتية عن تسونامي الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية؛ ذلك أن إدارة ترامب باتت تشعر أن إجماع العالم تقريباً على الإعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعزل فقط الموقف الإسرائيلي بل عزل معه أيضاً الموقف الأميركي المدافع عنه.
.. وثمة تفسير آخر لخلفيات هذا الاجتماع الأميركي بقادة عرب ومسلمين، ومفاده أنه لو كان ترامب جدياً بالتوجه لوقف الحرب على غزة لكان طلب ذلك من نتنياهو وحثه على الموافقة السريعة!!
.. ولكن العالم الذاهب بالتتالي للاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ والواقف بصمت أمام استمرار إبادة الفلسطيني، ينتظر ما سيطرحه ترامب غداً على العرب والمسلمين؛ وبعض المعلومات تقول أنه سيطرح خطة طوني بلير التي تدعو لإنشاء هيئة حكم انتقالية في غزة مكونة من عشرة أعضاء بينهم فلسطيني واحد أو إثنين بأحسن الأحوال؛ ويوجد إلى جانب هذه الهيئة حكومة تكنوقراط؛ على أن يتم تكليف قوات عربية وإسلامية بالانتشار في غزة.
ويلاحظ أن خطة طوني بلير ترفض التهجير وتعتبره طرحاً غير قانوني.
غير أن مصادر أخرى تقول أن خطة بلير ليست هي الحل الوحيد الموجود على طاولة ترامب؛ حيث هناك تحت الطاولة خطته هو ذاته التي تدعو لاستكمال حرب غزة حتى توفير كل عوامل تهجير أهلها وإنشاء الحلم الدموي المسمى بريفيرا غزة.
