الهديل

خاص الهديل: الاعتراف الدولي بفلسطين.. إسرائيل بين وهم الأمن وغياب السلام

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى…

نشهد اليوم اعترافات دولية متتالية بدولة فلسطين، تعكس تزايد الدعم العالمي لمطالب الشعب الفلسطيني وشرعيته في أرضه، وهو ما يضع إسرائيل أمام تحديات دبلوماسية وإقليمية لم تعد تُهمل. في المقابل، تواصل إسرائيل وضع عنصر “الأمن أولاً” على رأس أولوياتها، مع تأخير عنصر “السلام” الذي يُعد الحاضنة الأساسية للأمن المستدام. أصبح تفكيرها وجُل هواجسها اليوم محصوراً في تأمين الحماية الأمنية على حساب بناء سلام دائم، حتى مع بعض الدول الإقليمية التي تتعامل معها وفق مفهوم السلام، بينما تظل علاقتها مع الفلسطينيين قائمة على القوة والتهديد، مستبعدةً أي دور للسلام.

نسبة لا يُستهان بها من المجتمع الإسرائيلي تميل إلى السلام والتعايش مع الفلسطينيين، لكن إسرائيل لا تقوم بأي خطوة لتحويل هذا الميل إلى سياسة عملية، أي نحو “استبدال الأمن بالسلام”، وبناء استراتيجية سلام حقيقية تستند إلى الشراكة مع الجيران والفلسطينيين، بدلاً من الاكتفاء بالقوة العسكرية وأمن الدولة كغاية في حد ذاته؛ فالعوامل كثيرة.. الضغوط الداخلية، الكلفة البشرية والمادية للحروب، النزاعات المتكررة، انعكاسات الحروب على الحياة اليومية، اهتزاز الأمن الاقتصادي والسياسي داخل إسرائيل، كل ذلك قد تدفعها نحو مثل هذا التحول.

لاشك أن التحولات الإقليمية الجديدة، بما في ذلك الاتفاقات الإبراهيمية، تمثل فرصاً حقيقية للتسامح والتصالح، خصوصاً إذا ما أقدمت إسرائيل على فتح باب الحوار مع الجانب الفلسطيني، ما قد يحقق السلام المنشود في الشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته، تكسب فلسطين مواقع قوة متزايدة على الصعيد الدولي والعربي، مع تجاوب شعبي عالمي وأوروبي، ما يمنح مطالبها مزيداً من الشرعية الدولية ويعزز التمسك بحقوقها الوطنية المشروعة، في وقت تخسر فيه إسرائيل فرصاً إقليمية ودولية يومياً.

وهنا يمكن القول أن إدارة إسرائيل للحرب أظهرت محدودية الرؤية الاستراتيجية، كما تجلى في هجومها على دولة قطر، أحد أبرز وسطاء التفاوض، حيث مثل هذا التصرف ضربة استراتيجية لا تغتفر، وأدى إلى اهتزاز صورة التحالفات وغياب وضوح الرؤية الإقليمية.

Exit mobile version