خاص الهديل….
حيثما يكون قوس العدالة يليق بالقوس أن يكون القاضي الرئيس سهيل عبود تحته، وأيضاً أن تكون العدالة بأمان.
لا يستطيع محدث القاضي سهيل عبود أن يمنع ذاكرته وهو يستمع إليه من استحضار الأديب اللبناني الفذ مارون عبود.. الأمر يتعدى موضوع القرابة مع أهميته؛ ليطال بنية تفكير مثقف ومهذب ونظيف كثلج صنين. فالتعبير الراقي عند آل عبود كما يتمظهر في شخصية القاضي سهيل عبود، هو قصة جينات متصلة من النبع إلى النبع أي من الأديب مارون إلى القاضي سهيل؛ كل هذا ويظل الوجه الذي حباه الله بالرحابة ليوحي لمحدثه بأشياء كثيرة، وهي أن أهمية لبنان نبعها نخبه الأدبية والحقوقية والعلمية. وصدق جان عبيد حينما قال ذات مرة أن ثروة لبنان ليس بغازه الموجود تحت الأرض بل بنخبه الموجودة فوق الأرض.
لا تريد هذه الكلمات امتداح انجازات قاض شجاع ورئيس مجلس جعله أعلى، ليس فقط بالتسمية بل بالفعل؛ يقول القاضي سهيل عبود: أقوم بواجبي؛ وبعقيدتي القاضي يجب أن يظل ناسكاً تحت قوسه؛ والمستقبل سيرى أعماله.
.. لكن شيئاً لا يمكن لمحدث القاضي سهيل عبود أن يشيح بنظره عنه حتى لو تمنى هذا القاضي على الإعلام أن يبقيه خارج الضوء؛ والمقصود هنا هو ثلاثية قيم تسكن القاضي سهيل عبود الإنسان واللبناني: أولها التهذيب الاجتماعي والإنساني الراقي؛ وثانيها الثقافة التي تجمع بين عمق الأدب والسياسة والقانون؛ وثالثها الاعتدال والانفتاح؛ وهو في هذه الجزئية الثمينة الأخيرة يقول من لا يتسم بسمة الاعتدال والانفتاح فحرام أن يحكم لبنان..
