بقلم الكاتب والمحلل السياسي والأمني
اللواء م. د. عبداللطيف بن محمد الحميدان
مما لا شك فيه أن مؤتمر حل الدولتين الذي انعقد بتاريخ 23/9/2025 جاء في ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة أبرزها الضربة الإسرائيلية على قطر والحرب على غزة ولو لا عناية الله أولاً ثم الإرادة والعزيمة القوية لقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – رئيس مجلس الوزراء – ومساندة الرئيس الفرنسي ماكرون لما أمكن عقد هذا المؤتمر ولكن انطلاقا من إيمان المملكة الراسخ بدورها تجاه الأشقاء في فلسطين والذي كان دافعًا رئيسيًا لوقف العربدة الإسرائيلية في المنطقة ودعم القضية الفلسطينية عبر إعادة وضعها على المسار الدولي الصحيح ومن هنا نتوقع أن تكون هناك نتائج إيجابية على مستوى حل الدولتين، يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولًا: المنتظر سياسيًا
1. زيادة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين: حيث انه خلال المؤتمر اعترفت 11 دولة جديدة منها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ومن المتوقع أن تلتحق دول أخرى لاحقًا مما يعزز الشرعية الدولية لقيام الدولة الفلسطينية.
2. إحياء النقاش الدولي حول حل الدولتين: حيث أعاد المؤتمر هذا الحل إلى الواجهة بعد تراجع الحديث عنه في السنوات الماضية لانه استهدف ممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل والولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
3. تقوية الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة: حيث انه اعتراف حوالي 153 دولة (من أصل 193) بفلسطين وهذا يفتح الباب للمطالبة بعضوية كاملة في الأمم المتحدة واستخدام هذا الزخم للضغط على إسرائيل.
ثانيًا: المنتظر عمليًا على الأرض
1. خطوات تدريجية نحو الدولة الفلسطينية: حيث انه من غير المتوقع قيام الدولة مباشرة ولكن يُنتظر بدء مفاوضات جديدة بغطاء دولي تشمل قضايا الحدود والقدس واللاجئين.
2. تجميد أو ضبط الاستيطان: أحد المطالب الأساسية من هذا المؤتمر هو الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية كبادرة لبناء الثقة.
3. مبادرات اقتصادية لدعم الفلسطينيين: يتوقع أن تدعم السعودية والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية مشاريع اقتصادية وبنى تحتية لتهيئة السلطة الفلسطينية لإدارة دولة مستقلة مستقبلًا.
ثالثًا: المنتظر دبلوماسيًا وإقليميًا
1. تعزيز دور السعودية وفرنسا كوسطاء: حيث ان السعودية أثبتت مكانتها كقوة قيادية عربية فيما عززت فرنسا دورها كوسيط أوروبي بعد تراجع الدور الأمريكي.
2. الضغط على الولايات المتحدة: رغم مقاطعتها للمؤتمر، إلا أن ازدياد الاعترافات الدولية قد يدفع واشنطن لإعادة النظر في موقفها المنحاز لإسرائيل.
3. إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية: حيث إن هناك دول تنتظر مثل مصر والأردن والإمارات وقطر وغيرها بأن يسهم المؤتمر في تهدئة الصراع وفتح الباب أمام استقرار إقليمي أوسع.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*
