في ذكرى استشهاد
اللواء وسام الحسن:
الشهادة عنوان للشموخ والبطولة
في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 2012، فقد لبنان رجلاً من أشجع وأهم الرجال في عالم جمع المعلومات وحماية الشخصيات الوطنية، إنه اللواء الشهيد وسام الحسن، الذي كانت سيرته عنواناً للشموخ والبطولة.
كان اللواء الحسن هو الرجل الظل، والمكلف بحماية الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تميز وسام الحسن بكونه ضابطاً شجاعاً، منضبطاً، ووفياً. أجمع زملاؤه، حتى منذ عمله في فريق حماية الرئيس سليم الحص، على أنه رجل استثنائي، سريع البديهة، وصاحب ملاحظة لا تخطئ.
كان من الطبيعي أن يلفت نظَر الرئيس الحريري، ليصبح ظله وأمين سره الذي يتحدى الصعاب مهما عظمت. كان يخشى على الرئيس الحريري كما يخشى على نفسه.
عندما عين رئيساً لفرع المعلومات، تنفست العديد من الشخصيات الصعداء، لشعورها بأنها في أيد أمينة. كان يوصل الليل بالنهار من أجل حماية الوطن ومسؤوليه وشعبه. كان يدرك حجم الخطر الذي يتعرض له، ولكنه لم يخشَ يوماً تهديداً أو وعيداً؛ بل على العكس، كان يواجه ويقاتل بصمت، ليس باستخدام السلاح، وإنما عبر جمع المعلومات لحماية أمن الوطن.
بعد استشهاد الرئيس الحريري، ورث وسام الحسن شبكة معارفه العربية والدولية، وسخرها من أجل لبنان. ضحّى باستقراره الأسري من أجل استقرار الأسر اللبنانية.
كان وراء الكشف عن العديد من الشبكات العميلة للعدو الإسرائيلي. لكن هاجسه الأكبر ظل الكشف عن قتلة الرئيس الحريري، واستطاع بالتعاون مع الشهيد وسام عيد، أن يضع يده على أوائل خيوط المؤامرة.
وبمثابرته وسهره ليل نهار، استطاع أن يحول فرع المعلومات إلى رقم صعب في المعادلة الأمنية اللبنانية، وأصبحت مؤسسة يفتخر بها اللبنانيون وبقائدها.
لم تكن جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن مفاجأة. نعم، لم تكن كذلك؛ لأن رجلاً بهذا الحجم من الأهمية الوطنية يمثل خطراً على كل من يتربص بلبنان، ولذلك كان يجب أن يُمحى من على الخريطة في نظر أعدائه.
كانت الفاجعة برحيل اللواء وسام الحسن، رحل ليجاور من أحب وأخلص له، في عملية إجرامية ارتكبها سُفهاء هذا العصر.


