خاص الهديل….

مهما علت الأصوات في هذا البلد، ومهما تنافست المنابر على ادّعاء الحقيقة، يبقى هناك صوت واحد لا يحتاج إلى أن يصرخ ليُسمَع: “إذاعة صوت لبنان”.
فبينما فقدت مؤسسات إعلامية كثيرة بوصلتها، ظلّت هذه الإذاعة تعرف طريقها جيدًا — نحو الناس، لا نحو الاستعراض.
لم تبنِ مجدها على الصدف، بل على تاريخٍ من المهنية والالتزام، وعلى علاقة ثقة مع جمهور يعرف أن ما يُقال عبر أثيرها يُقال بصدقٍ ومسؤولية. لذلك، لم يكن مفاجئاً أن تكشف دراسة علمية موسّعة أجرتها نقابة الإعلان في لبنان بالتعاون مع Reach Mass أنّ صوت لبنان 100.3 و100.5 FMهي الإذاعة الأولى في لبنان، والأكثر استماعاً وانتشاراً بين اللبنانيين من مختلف المناطق والفئات.
واعتمدت الدراسة معايير علمية دقيقة لقياس نسب الاستماع اليومية والأسبوعية ومستوى الانتشار الجغرافي، كما حلّلت اهتمامات الجمهور بالبرامج السياسية والإخبارية والثقافية والترفيهية.
نتائج التفوّق لم تأتِ من فراغ، بل من إرثٍ إعلامي متجذّر وإدارةٍ تعرف كيف تُحدث التطوير من دون أن تفقد الجوهر. فرئيس مجلس الإدارة – المدير العام للإذاعة الزميل أسعد مارون يقود اليوم عملية تحديث شاملة تجمع بين الخبرة المهنية والتوجّه الرقمي عبر تطبيق VDL24 ومنصّات الإذاعة الإلكترونية، ما جعلها تدخل بثبات إلى زمن البث الذكي والتفاعل المباشر.
وفي زمنٍ تراجعت فيه ثقة اللبنانيين بشاشاتهم، بقي ميكروفون “صوت لبنان” منبراً موثوقاً للعقل والضمير، ومساحةً يومية للناس لا للسلطة.
تصدُّرها اليوم ليس مجرّد رقم في دراسة، بل شهادة على أن الصدق لا يشيخ، وأنّ الإعلام الذي ينحاز إلى الحقيقة لا يحتاج إلى ضوضاء كي يثبت وجوده.

