خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
تغادر المبعوثة الأميركية اليوم أورتاغوس لبنان، وسوف يصل بعد أيام إلى بيروت المبعوث الأميركي إلى لبنان توم براك؛ وبنفس الوقت يصل أيضاً إلى بيروت السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى..
واللافت أن كلاً من المبعوث براك والسفير عيسى هما أميركيان من أصل لبناني؛ وهذا يعطي انطباعاً بأن ترامب يراعي في تعييناته لمبعوثيه وسفرائه إلى المنطقة أن يكون هؤلاء أميركان من أصول تنتمي لبلدان المنطقة. وما يزيد من القناعة بهذا الأمر هو تعيين ترامب مؤخراً لمبعوث له في العراق هو أميركي من أصل عراقي ويعرف بلاد الرافدين جيداً وهو مارك سافايا.
والفكرة الأساس التي تدفع ترامب لتعيين أميركيين من أصول شرق أوسطية في مناصب تمثله في المنطقة هو حرصه على إنشاء قاعدة انتخابية للحزب الجمهوري بين بيئات شرق أوسطية كانت تاريخياً تقترع لصالح الحزب الديموقراطي.
.. أضف لذلك أن معظم الأميركيين الشرق أوسطيين المحيطين بترامب والذين عيّنهم الأخير في مناصب بإدارته أو مبعوثين وسفراء لها، ينتمون إلى طبقة رجال الأعمال الناجحين أو وفري الثراء.
وبكل الأحوال فإن توم براك الأميركي اللبناني الأصل لم يصب في مهمته في لبنان نفس النجاح الذي حققه قبله الأميركي اللبناني الأصل الذي نجح في تنظيم إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وأخذ بيروت حينها لاتفاق ١٧ أيار مع تل أبيب. ومشكلة براك لم تكن بالأساس مع لبنان بل مع نتنياهو الذي لم ترتح لصداقة يقال أنها تجمع بين براك والرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي هذه اللحظة ليس معروفاً على وجه الدقة من هو مرجعية الملف اللبناني في إدارة ترامب؛ فأورتاغوس تمثل إدارة ترامب داخل اللجنة الخماسية بأكثر مما تمثله داخل الملف السياسي المفتوح بين بيروت وواشنطن وتل أبيب. كما أن براك بدأ منذ زيارته الأخيرة ينظم إيقاعات انسحابه من الملف اللبناني؛ فيما حالياً هناك انتظار للسفير عيسى حتى يمكن معرفة مدى حدود تكليفه بالملف اللبناني.
وبكل الأحوال فإن لبنان مثله مثل بقية دول المنطقة دخل مع كل أزماته تحت مظلة قرار ترامب بوقف الحروب في الشرق الأوسط وذلك انطلاقاً من نقطة وقف حرب غزة ووضع قيود على أي تصعيد عسكري مقبل في كل المنطقة.
وحتى إشعار آخر سيعيش لبنان مرحلة انتقالية سوف تشهد ثلاث أنواع من المناخات التي ستسيطر عليه:
المناخ الأول سيتمثل بالتصعيد الذي سيحرص نتنياهو على الاستمرار به ضد لبنان؛ ولكن هذا التصعيد لن يصل لمستوى حرب شاملة كما شاع في الفترة الأخيرة.
المناخ الثاني هو استمرار الضغط السياسي الدولي على لبنان لدفعه للمضي قدماً في مساري تحقيق الإصلاحات وحصرية السلاح.
وقد يواجه لبنان في هذا المجال ضغوطاً من نوع تعرضه للإهمال الدولي.
المناخ الثالث يتعلق باحتمالات أن يواجه لبنان هجمات إرهابية، سببها أن داعش قامت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بإعادة إحياء بناها في سورية ولبنان.
