خاص الهديل….
بقلم: عبد الناصر شرارة
يوجد حاجة ماسة لعقد مقاربات تُظهر ما إذا كان الرؤساء الأميركيون قادرون أو يرغبون في قمع تغول رؤوساء حكومات إسرائيل، أم هم غير قادرين على ذلك، أو غير راغبين بذلك؟؟..
.. وبنفس المقدار هناك حاجة لمعرفة ما إذا كان نتنياهو يستطيع تحدي ترامب في موضوع ضم الضفة الغربية ولو بأسلوب متمرحل؛ ويستطيع أيضاً تحديه في موضوع تحجيم مبادرته بخصوص أن وقف الحروب في المنطقة؛ يشمل غزة فقط وليس كل الحروب السبع في المنطقة التي تحدث عنها ترامب. ومعرفة أيضاً ما إذا كان نتنياهو قادراً على الاستمرار بالحرب تحت عنوان أن هناك فرقاً بين مطلب ترامب بوقف الحرب وبين مطلب نتنياهو بالاستمرار بإطلاق النار؛ وأنه يحق لإسرائيل بعد موافقتها على وقف الحرب أن تستمر بإطلاق النار من جانب واحد وذلك في لبنان وسورية وغزة والضفة الغربية؛ ولاحقاً في دول أخرى أبعد!؟.
لا شك أن تطورات الساعات الـ٧٢ الأخيرة في غزة وفي لبنان تثير أسئلة خطرة وتحتم انتظار أجوبة حاسمة أو على الأقل أوضح من ترامب ذاته..
.. واحد من الأسئلة التي توجهها أحداث الساعات الـ٧٢ الأخيرة لترامب هو عن الحدود التي يجب على نتنياهو عدم تجاوزها بعد الخطوط الحمر التي يفترض أن ترامب وضعها في خطابيه في شرم الشيخ والكنيست؟؟: هل استمرار الغارات والتهديد بتغيير قواعد اللعبة في لبنان عمل من منظار معايير شرم الشيخ يعدان حرباً عسكرية ممنوعة أم مجرد رد فعل عسكرية يحق لنتنياهو ممارستها؟؟.
.. وأيضاً وأيضاً قد يكون مطلوباً من ترامب أن يصدر توضيحاً حول متى تبدأ مرحلة وقف النار من قبل نتنياهو في غزة بعد وقف الحرب فيها؛ وأيضاً متى ينتهي وقف إطلاق النار من قبل نتنياهو في لبنان بعد وقف الحرب فيه؟؟.
واضح أن نتنياهو يفتعل المشاكل في غزة حتى يظل في المرحلة الأولى ولا ينتقل للمرحلة الثانية من خطة ترامب التي تتحدث عن بدء عقد طاولة تفاوض حول مستقبل الاستقرار في غزة؛ فنتنياهو لا يريد استقراراً لغزة بل يريد استقراراً لإسرائيل في غزة.. ويجدر أن يشكل هذا الافتراق في التفسير الأميركي والإسرائيلي – على فرض أنه موجود – نقطة خلاف كلي. وليس نقطة اختلاف فقط (بمعنى تباين بين إسرائيل وأميركا)؛ وفي لبنان لا تريد إسرائيل وقف النار بل هي تريد الاستمرار بتفسير وقف الحرب على أنه لا يشمل استمرار إسرائيل بإطلاق النار. وهذه النقطة لا تبدو أنها كما هو الحال في غزة أو في الضفة محل خلاف أو حتى اختلاف بين واشنطن وتل أبيب.
لبنان يحتاج من ترامب أن يوجه أسئلة عن كيف يقرأ نتنياهو مراحل خطة ترامب؛ يريد لبنان تعريف أوضح من واشنطن عن المقصود بوقف الحرب؛ وهل إطلاق النار هو خارجه؛ وهل حق الدفاع عن النفس كما تقول إسرائيل؛ يعني تخريب حياة سكان الحافة الجنوبية اللبنانيين؛ وهل اللجنة الخماسية هي حصراً لجنة بحث عن السلاح أم بحث عن السلام.. ويجدر تنبيه واشنطن هنا أن البحث عن السلاح هو جزء من عملية البحث عن السلام؛ فيما عملية البحث عن السلام ليس جزءا من عملية البحث عن السلاح!!
