الهديل

خاص الهديل: لبنان داخل خطر الحرب.. وإسرائيل تحدث تبريراتها لضرب الحزب!!

خاص الهديل..

بقلم: ناصر شرارة 

تظهر كل المؤشرات أن إسرائيل بصدد شن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان؛ وبالمقابل تظهر كل التعليقات أن هناك اتجاهاً داخل إسرائيل وداخل لبنان وفي العالم لعدم تسمية هذه العملية الإسرائيلية المرتقبة بأنها “حرب”، بل وصفها بأنها ضربات عسكرية أو “عملية عسكرية واسعة”..

 

وأمس خلص نقاش الكابينت الإسرائيلي بشأن لبنان إلى قرار يوضح أنه يوجد لدى نتنياهو والجيش الإسرائيلي خطتان إثنتان: الأولى شن عمليات عنيفة لضرب ما تسميه إسرائيل بقواعد حزب الله؛ والخطة الثانية تتعلق بصياغة رد عسكري إسرائيلي أقوى في حال رد حزب الله على العمليات العسكرية التي ستنفذ حسب الخطة الأولى والتي لمح الإعلام الاسرائيلي بأنها قد تشمل بيروت.

 

وهذه الصورة التي تقدمها إسرائيل لما سيحدث في لبنان؛ تعطي جملة انطباعات أساسية؛ أبرزها أن هناك توافقاً غير مفهوم على اعتبار ما تقوم به إسرائيل في لبنان بأنه لا ينطبق عليه تسمية “حرب”؛ علماً أن إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في تشرين العام الماضي وهي تستمر في شن حرب على لبنان ولو كانت جولاتها التصعيدية متقطعة. وما تقوم به إسرائيل في لبنان يذكر بنفس أسلوب روسيا التي لا تزال حتى الآن، ورغم مضي عدة أعوام على حربها في أوكرانيا؛ تطلق على حربها الأوكرانية مصطلح “العملية العسكرية الخاصة”. ووربما تكون مفهومة الأسباب التي تجعل الكرملين لا يسمي حربه على أوكرانيا باسمها الحقيقي (أي حرب)؛ ولكن ليس معروفاً ولا مفهوماً لماذا لا تسمي إسرائيل حربها على لبنان باسمها الحقيقي؛ وأيضاً ليس معروفاً بل مستهجناً أن يوافق لبنان على مصطلح أن ما تقوم به تل أبيب منذ اتفاق وقف النار، هو فقط خرق لهذا الاتفاق، وليس حرباً إسرائيلية متقطعة، وأحياناً يتم التهديد بأنها ستكون متواصلة ضد لبنان.  

 

وهناك انطباع آخر تطرحه التطورات الإسرائيلية تجاه لبنان، وهو أن المؤسسات الأمنية الإسرائيلية قامت خلال الأسابيع الأخيرة؛ وتحديداً منذ وقف النار في غزة بتحديث وأيضاً بتطوير المبررات التي تجعلها “مضطرة” لشن عمليات عسكرية واسعة على لبنان. فمثلاً لم تعد قضية إستمرار السلاح لحزب الله من إيران عبر العراق فسورية إلى لبنان هو السبب الرئيسي، رغم أنه لا يزال تعتبره إسرائيل سبباً وجيهاً؛ بل السبب الرئيسي الذي صاغته تل أبيب مفاده ما يتبين للمستويين السياسي والأمني في إسرائيل من أن أولاً لدى الحزب قدرة كبيرة على احتواء أزمته؛ وثانياً لأن السبب الذي يدفع الحزب لعدم الرد على عمليات اغتيال عناصره؛ لا يعود لأنه ملتزم بوقف النار؛ بل لأنه قرر احتواء الضربات التكتيكية في جنوب الليطاني من أجل تذخير انفاقه الصاروخية الاستراتيجية في شمال الليطاني؛ هذا من جهة؛ ولأن الحزب من جهة ثانية يمارس نوعاً من الصبر الاستراتيجي يشبه ما فعلته حماس خلال العام الذي سبق شنها عملية طوفان الأقصى؛ ففي تلك الفترة قامت إسرائيل بشن حملة اغتيالات كبرى ضد الجهاد الاسلامي في غزة، ومع ذلك لم تتدخل حماس؛ وظنت تل أبيب حينها أن حماس مردوعة؛ أو غيرت أولوياتها من الحرب للاهتمام بالاقتصاد؛ ولكن تبين لاحقاً أن حماس احتوت هجوم إسرائيل على الجهاد الاسلامي لأنها كانت منشغلة بالتحضير لعملية طوفان الأقصى، ولأنها كانت تتبع منهجية الاحتواء التكتيكي للتصعيد الإسرائيلي؛ وذلك من أجل إنجاح العملية الاستراتيجية الجاري التخطيط والإعداد لها. وحالياً يوجد اتجاه وزان داخل إسرائيل يقول أن سبب عدم رد حزب الله على عمليات اغتيال أعضائه، يعود لأنه منشغل بإعداد رد استراتيجي عسكري ضد إسرائيل سيقوم به في توقيته. 

 

وبكل حال لا يزال لبنان – بغض النظر عن تفسيرات إسرائيل للصمت العسكري الذي يمر به الحزب – داخل احتمال خطر شن حرب إسرائيلية ضده قد تحدث خلال أيام قليلة وسوف تسمى مرة أخرى بعمليات عسكرية تصعيدية!!.

Exit mobile version