دولةَ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ الدكتورَ نواف سلام،
اللبنانية الأولى السيدةَ نعمت عون،
السيدةَ رندةَ برّي،
السيدةَ سحرَ بعاصيري سلام،
أصحابَ الدولةِ والمعالي والسعادةِ،
رئيسَ مجلسِ إدارةِ شركةِ طيرانِ الشرقِ الأوسطِ الأستاذَ محمدَ الحوت،
أيها الحضورُ الكريمُ،
لا يُمكنَ لأحدِِ رأى بعينيهِ هبوطَ واقلاعِ طائرات الميدل ايست في ذروةِ الهجماتِ الجويةِ العدوانيةِ الأخيرةِ على بيروت، ومنظرَ وهيبة طائراتِها من خلال دخانِ ونارِ الانفجارات، الاّ أن يُدركَ قيمةَ شركة طيران الشرق الأوسط وطياريها وطواقِمها وأهميتهم على مستوى الوطن.
ومنذ أن بدأت قصةُ طيرانِ الشَّرقِ الأوسط عامَ ١٩٤٥، حينَ أقلعت أوَّلُ طائراتِها من بيروت إلى نيقوسيا حاملةً على متنها حُلمَ وطنٍ أرادَ أن يُحلِّق، انطلقت مسيرةٌ ثمانونَ عامًا في سماءِ الصُّمودِ اللُّبنانيّ،
مسيرةٌ صَنَعَتها الإرادةُ والمتابعة، حتّى أصبحت رمزًا لوطنٍ لا يعرِفُ إلّا النُّهوض رغم كل الصعاب.
وعليه، يُسعدني أن أوجّه تحيّةَ تقديرٍ وشكرٍ وامتنانٍ إلى كلِّ فردٍ من أفراد هذه الشركة الكبيرة:
– إلى رئيسِ مجلسِ الإدارةِ الأستاذِ محمّدِ الحوت،
الذي قادَ طيرانَ الشَّرقِ الأوسط برؤيةٍ ثابتةٍ وحِكمةٍ ومسؤوليّةٍ.
– إلى طياريها صقورَ السماءِ الشجعان.
– إلى المضيفاتِ والمضيفينَ،
– إلى المهندسينَ والفنّيينَ،
– وإلى كل العاملينَ على الأرضِ وفي الإدارةِ.
كما يسعدني بهذه المناسبة أن أوجه أيضاً تحيّةُ شكر وتقديرٍ لجهاز أمنِ مطارِ بيروتَ وقائدِه العميدِ فادي كَفوري للدور الكبير الذي يقوم به، وللمديرية العامة للطيران المدني لكل ما تبذُلُه في سبيلِ حُسنِ سيرِ العملِ في المطار وسلامة وشؤون الطيران المدني.
ويشرفُني بشكل خاص أن أُحيّي دولةَ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ الدكتور نواف سلام، الحاضرَ بيننا اليوم والحامل على أكتافهِ مسؤوليّاتٍ كُبرى واستثنائيّةً في مرحلةٍ دقيقةٍ من تاريخِ لُبنان.
لقد دَخلنا إلى القطاعِ العامِّ بدافعِ الإصلاحِ وخدمةِ الناس،
رَأينا عن قُربٍ ما تراكمَ من أزماتٍ وإهمالٍ عبرَ سنواتٍ طويلةٍ،
لكنّنا اخترنا العملَ بدلَ التبرير، والمواجهةَ بدلَ المُراوغة.
وفي مطارِ رفيقِ الحريريِّ الدَّوليِّ، الوعدُ واضحٌ، والعملُ جارٍ بخُطًى واثقةٍ.
أَنشأَنا الهيئةَ النَّاظمةَ للطَّيرانِ المدنيِّ، وأَعَدْنا تفعيلَ مركزِ سلامةِ الطَّيرانِ بالتَّعاونِ مع الإيكاو (ICAO)، وعزَّزْنا الانضباطَ التَّشغيليَّ والأمنيَّ بقراراتٍ حازمةٍ.
ولقد عَمِلْنا على تَأهيلِ الطَّريقِ المُؤدِّي إلى مَطارِ بيروتَ،
بِتَمويلٍ ودَعْمٍ مِن شَرِكَةِ طَيرانِ الشَّرْقِ الأوْسَط (MEA)،
وها نَحْنُ اليَوْمَ نَلْمَسُ جَميعًا هذا المَشْهَدَ الَّذي أَعادَ إلى الطَّريقِ نَبْضَ بيروتَ ونورَها وإشراقَها.
مطار بيروتَ الجديد سيكون مطارًا عصريًّا، أنيقًا وفعّالًا في آنٍ واحد، مطارًا بطابعٍ “بوتيكي”، يجمعُ بينَ الفخامةِ والرّاحةِ والتقنياتِ الذكيّة، ليُقدِّمَ تجربةَ سفرٍ راقيةً لا تُنسى.
نَسْتَعِدُّ قريبًا لِافْتِتاحِ الـ Fast Track لِتَسْهيلِ حَرَكَةِ المُسافِرينَ وتَسْريعِ إِجْراءاتِ العُبور،
وَهٰذا المَشْروعُ، إِلى جانِبِ سائِرِ أَعْمالِ التَّأهيلِ وَالتَّحديث، سَيُتيحُ لِلمَطارِ اسْتِيعابًا إِضافِيًّا يُقَدَّرُ بِنَحْوِ مَلْيُونَي مُسافِرٍ سَنَوِيًّا.
وبدأنا تأهيلَ منطقةِ المُغادرة لتُجسِّدَ صورةَ لُبنانَ الحديثة،
وتجديدَ قاعةِ كبارِ الزُّوَّار (VIP Lounge)،
وتحديثَ المرافقِ والخدماتِ، فيما سَتَتَوَزَّعُ في أَرْجاء المطار تُحَفٌ فَنِّيَّةٌ تُضْفي لَمْسَةً مِنَ الثَّقافَةِ وَالجَمال.
نحنُ لا نُرمِّمُ مطارًا، بل نبني تجربةً جديدةً للسَّفرِ من لُبنانَ وإليه.
وخلالَ عامٍ واحدٍ، سنُقدِّمُ للعالَمِ أحدَ أكثرِ المطاراتِ تميُّزًا وأناقةً.
وبِالتّوازي، تَعملُ الوزارةُ على إعادةِ تفعيلِ مطارِ رينيه مَعوّض – القُليعات، كخُطوةٍ استراتيجيّةٍ لِربطِ شَمالِ لُبنانَ بالعالَمِ وتحفيزِ التَّنميةِ.
وختامًا،
أتوجّهُ مُجدّدًا إلى الأستاذِ محمّدِ الحوت:
نُتابعُ في الوزارةِ إنجازاتِ MEA بإعجابٍ واعتزاز،
ونَراها شريكًا أساسيًّا في رفعِ اسمِ لبنانَ عاليًا.
ولكنَّ الطّموحَ لا يَتوقّفُ في بيروت ولا مع الـ MEA ،
ولأنّ لبنان لا يكتملُ إلّا بأبنائه المنتشرين، فهم سنده في الأزمات، ووجهُه المشرقُ في كلّ مكان.
نَدينُ لهم بالكثير، فحضورُهم الاقتصاديُّ والإنسانيُّ يشكّل دعامةً أساسيةً لهذا الوطن،
ومن واجبِنا أن نُقابلَ وفاءَهم بما يَستحقّون، فنؤمّنَ لهم رحلاتٍ جويّةً بأسعارٍ مدروسةٍ ومُنظَّمة، تُتيحُ لهم زيارةَ أهلِهم ووطنِهم كلّما اشتاقوا.
لذلك فان طيران منخفض الكلفة أصبح حاجة أساسية في لبنان على أمل ان نراه يحلق قريباً من بيروت والقليعات الى العالم.
كُلُّ عامٍ و MEA بخير،
وكل عام ولبنان يحلق أعلى …

