خاص الهديل: سباق بين اعتبارين إثنين يحسمان مصير قرار الحرب على لبنان..
yasmin ahmad
خاص الهديل..
بقلم: ناصر شرارة
لا يمكن قراءة المشهد اللبناني الداخلي والإقليمي من دون إطلالة معمقة على عدة اعتبارات ووقائع أساسية، أهمها وليس كلها أمران إثنان:
الاعتبار الأول هو مراقبة الوضع الداخلي في إسرائيل وإحصاء أنفاس ما يحدث بين نتنياهو وترامب بشأن ملف غزة.
لماذا؟؟.
لأسباب كثيرة؛ ولكن يظل أبرزها هو قيام إسرائيل بنقل الثقل العسكري من غزة إلى لبنان، مع ما يحمله ذلك من مؤشر على وجود احتمال بأن يعاود نتنياهو الحرب ضد بلد الأرز، كون ذلك يعطي نتنياهو فرصة إبقاء “ورقة الحرب” بين يديه كي يستعملها في حال أصبحت آخر خياراته لإطالة عمره السياسي وللحفاظ على قاعدته الشعبية الإسرائيلية اليمنية الأوسع.
.. غير أن سعي نتنياهو لإبقاء ورقة الحرب كخيار انقاذي شخصي وسياسي له، توجد له ساحات كثيرة من بينها الساحة اللبنانية؛ وليست هذه الأخيرة هي الساحة الوحيدة والحصرية رغم أنها واحدة من الساحات البارزة..
والواقع أن الضفة الغربية تمثل بالنسبة لنتنياهو ولليمين الصهيوني ساحة أهم بما لا يقاس من الساحة اللبنانية؛ فميدان الضفة الغربية بالنسبة لليمين الصهيوني وحتى بالنسبة لقوى عديدة داخل معسكر المركز تمثل ميدان ايديولوجي جيوسياسي استراتيجي؛ أو جبهة ايديولوجية استراتيجية وجودية، الخ.. بينما الساحة اللبنانية تمثل لهذه الأطياف الصهيونية ميدان عسكري استراتيجي.
.. وعليه قد تحتم ظروف نتنياهو داخل بيئته الناخبة له؛ أن يعطي خيار ضم الضفة الغربية أولوية على خيار الحرب على لبنان.
وداخل هذا المجال هناك رأي يقول ان نتنياهو يرفع قبضته بوجه لبنان من أجل أن يقايض ترامب وأوروبا عدم ضربه للبنان بسكوتهم عن ضمه لجزء من الضفة الغربية. وبحسب أنصار هذا الرأي فإن منجاة نتتياهو الوحيدة من المحاسبة هو نجاحه في إقناع ترامب بمساندة قراره بضم الضفة الغربية أو ٣٠ بالمئة أو ثمانين بالمئة منها.. وأهم مشكلة تواجه علاقة نتنياهو بترامب في هذه اللحظة هو الجملة التي قالها الأخير للزعماء العرب والمسلمين ومفادها: لن أسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية.
وبالمحصلة يمكن القول ان هناك سباقاً بين ضم الضفة بعدم معارضة أميركية وإلا فضرب لبنان بموافقة أميركية.
الاعتبار الثاني يتعلق بتطورات الوضع الإقليمي وخاصة داخل دائرتين هما الأكثر إشكالية تجاه موضوع استقرار المنطقة:
الدائرة الأولى هي إيران وكيف ستتجه علاقتها بترامب؛ وكيف ستؤثر على استقرارها خطة ترامب الهادفة لخنقها اقتصادياً ومالياً؛ وانسحاب نتائج كل ذلك على الاقتصاد الموازي لحزب الله داخل لبنان..
الدائرة الثانية هي سورية العائد رئيسها الجديد أحمد الشرع مؤخراً من البيت الأبيض؛ والذي واكبت عودته أسئلة عن الاستقرار داخل سورية؛ وعن دور الاستقرار داخل سورية بدعم استقرار محيطها أو هزه!؟..
كل هذه الأسئلة لها نتائج على مستقبل استقرار لبنان في المدى المنظور وحتى المتوسط.. وبالتالي لا يمكن عزل لبنان عن عدة اعتبارات تتفاعل في المنطقة، أو في عدة دوائر بعيدة لها علاقة بالمنطقة.